في زمن ندرة المواهب السعودية الشابة، شقّ فتى الاتفاق الواعد يحيى الشهري (22 عاماً) طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية بسرعة الصاروخ، وبرز بشكل لافت في خط وسط «فارس الدهناء» منذ أن وطأت قدماه المستطيل الأخضر، وكتب شهادة ميلاده في مصاف النجوم الأفذاذ الذين يُشار إليهم بالبنان، ونجح في قيادة فريقه إلى تحقيق الانتصارات وحصد النقاط في دوري زين السعودي، وشكّل العلامة الفارقة في المنتخبات الوطنية السعودية التي شارك فيها بدءًا من الناشئين والشباب والأولمبي حتى وصل إلى كتيبة الصقور الخضر. وأثبت «مايسترو» الوسط الاتفاقي يحيى الشهري المولود في 26 حزيران (يونيو) 1990 أنه لاعب موهوب من الطراز الرفيع، وصانع ألعاب يُجيد تمريرة الهدف، فهو العقل المفكر الذي يضخ «التمريرات» في وسط «فرقة الكوماندوز»، إذ يعتبر الفتى الشرقاوي من أبرز اللاعبين في فريقه خلال الجولات الكروية الفائتة، وشكلّت تحركاته وتسديداته علامة فارقة في منظومة إتي الشرقية. ويمتاز الشهري بأدائه المميز في أرض الميدان ومهاراته العالية وإجادته التحرك في كل أرجاء الملعب وقيادة الهجمات وتهيئة الكرات لزملائه المهاجمين من أصعب المواقع وأقصر الطرق فضلاً عن تسديداته المتقنة بقدمه اليسرى، إذ سبق وأن أحرز أهدافاً جميلة عدة عن طريق التصويبات المحكمة من الأخطاء المباشرة أو الكرات السريعة المخادعة. وشقّ الشهري طريقة إلى عالم التوهج والتألق منذ سن باكرة إذ اكتشف موهبته المدرب الوطني فريد الحافظ في المدرسة الابتدائية واتفق مع شقيقه علي الشهري على تسجيله في الاتفاق فتم ذلك في كشوفات البراعم، ومن يومها بدأ الموهوب الاتفاقي رحلته مع التألق والنجومية مع الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول ليجد الفرصة سانحة في بطولة النخبة الدولية في أبها التي سطر فيها أروع مستوياته الكروية ليواصل مع الفريق في مشواره بالدوري السعودي، وينجح في حجز مكان ثابت في خريطة الأداء الاتفاقية، إذ بات يُشكل الرئة التي يتنفس بها وسط فريقه في النزالات الكروية والقوة الضاربة في متوسط الميدان مع الصياد الصغير حمد الحمد، والذي شكل معه «ثنائياً» أرهق الحراس والمدافعين في الجولات الماضية.