باريس، لندن – رويترز، يو بي أي – كشفت دراسة أعدّها منتدى الدين والحياة العامة في مركز «بيو» للبحوث ان عدد المهاجرين المسيحيين يفوق عدد المسلمين في أنحاء العالم، وبينها في اوروبا حيث تتركز النقاشات عن الهجرة عادة على الوافدين المسلمين. وأفادت الدراسة بأن «حوالى 106 ملايين مسيحي من اصل 214 مليوناً في العالم انتقلوا من وطنهم للعيش في بلد آخر العام الماضي، ما يشكل نسبة 49 في المئة، في مقابل حوالى 60 مليون مسلم (27 في المئة). وأشارت الدراسة إلى أن 3.6 مليون يهودي عبروا الحدود الدولية، ما يمثل نسبة 25 في المئة من السكان اليهود في العالم، وهي الأعلى لأي طائفة دينية. واعتبرت الدراسة ان الفرص الاقتصادية المرتبطة بالحصول على عمل افضل وأجور اعلى تشكل أكبر محرك للهجرة الدولية، فيما يمثل الدين عاملاً في اتخاذ بعض الناس قرار ترك بلدانهم واختيارهم وجهات محددة». واعتبرت الولاياتالمتحدة المقصد الأول للمهاجرين المسيحيين الذين يشكلون حوالى 32 مليون نسمة (74 في المئة) من السكان المولودين في الخارج والبالغ عددهم 43 مليوناً، وثلثاهم من أميركا اللاتينية، في حين احتضنت السعودية النسبة الأكبر للمهاجرين المسلمين ومعظمهم عمال من دول عربية وشبه القارة الهندية وأندونيسيا والفيليبين. وفيما تتكثف حملات الأحزاب اليمينية المتطرفة في اوروبا على الوافدين المسلمين الجدد، احصت الدراسة 26 مليون مسيحي بين 47 مليون مهاجر في الاتحاد الأوروبي (56 في المئة)، وهم ضعف المهاجرين المسلمين البالغ عددهم 13 مليوناً والذين يشكلون 27 في المئة فقط من المجموع. في غضون ذلك، كشفت دراسة جديدة اجرتها صحيفة «ذي غارديان» البريطانية وشملت أكثر من 2000 شخص من أنصار جماعات يمينية متطرفة وأخرى تنتمي الى أقصى اليمين، أن أنصار اليمين المتطرف في المملكة المتحدة يعتقدون بأن الصراع العنيف بين المجموعات الدينية والعرقية لا مفرّ منه، وأن الاستعداد لنزاع مسلح «امر شرعي». وأيدت نسبة كبيرة من المستفتين العنف، وأبدت استعدادها لتخطيط هجمات وشنّها. ورأى حوالى نصف أنصار الحزب القومي البريطاني ان الاستعداد للصراع بين الجماعات المختلفة «مبرر دائماً أو أحياناً»، فيما يعتقد خُمس هؤلاء بأن النزاعات المسلحة بين هذه المجموعات مبررة دائماً أو أحياناً. واعتبر أعضاء الحزب القومي البريطاني أنفسهم في طليعة المجموعات المستعدة لخوض الصراعات المقبلة بين الجماعات العرقية والدينية، في وقت ابدى أنصار حزب الاستقلال حماسة أقل لهذه الصراعات، على رغم أن الغالبية تعتقد بأن العلاقات بين مختلف المجموعات العرقية والدينية في المملكة المتحدة ستنتهي حتماً إلى عنف. وأشارت إلى أن غالبية المشاركين من أنصار الجماعات اليمينية المتشددة في المملكة المتحدة رجال لم يدرسوا في جامعات، وهم غير راضين عن حياتهم عموماً، وقلقين من تزايد الهجرة والركود الاقتصادي والتهديد المفترض من المسلمين والإسلام.