أكد عضو هيئة كبار العلماء عبدالله المنيع ل «الحياة» عدم جواز تشغيل العمالة تحت أشعة الشمس الحارقة والمتمثلة في أوقات الظهيرة التي ترتفع فيها درجة الحرارة في شكل كبير، لافتاً إلى أنها تعتبر مخالفة لأنظمة وزارة العمل ولقرارات ولي الأمر في البلاد. وقال المنيع: «إن الله أمرنا بطاعة ولي الأمر، إذ قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وولي الأمر لا يأمر إلا بما فيه مصلحة للعباد والبلاد». وشدد في الوقت ذاته على أن تشغيل العمالة وقت الظهيرة غير جائز شرعاً، لأنه مخالفة لولي الأمر الذي تعتبر طاعته واجبة. وجاء ذلك على خلفية رصد «الحياة» عدداً من الشركات المخالفة لنظام وزارة العمل القاضي بعدم تشغيل العمالة أوقات الظهيرة. من جهتها، أكدت استشارية الباطنة في مستشفى الملك عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة الدكتورة إيمان السيوطي ل «الحياة» أن التعرض لأشعة الشمس ما بين ال10 صباحاً وحتى الثانية ظهراً له أضرار كبيرة، سواء على العمال أم الحجاج والمعتمرين الذين يطوفون خلال هذه الأوقات، إذ يمكن أن يتعرضوا إلى الإجهاد الحراري والذي يتمثل في الدوخة والإغماء. وأشارت إلى أن أشعة الشمس القوية يمكن أن تصيب الشخص بما يسمى ب «ضربة شمس»، والتي يكون لها تأثير سلبي على الصحة العامة، إذ يمكن أن تتسبب في نوع من الجفاف الشديد والدوخة والإغماء وتعطل العمليات الحيوية في الجسم، بسبب التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة وعدم التعويض بالسوائل. وحذّرت من أن التعرض الطويل لأشعة الشمس يمكن أن يتسبب في نزيف المخ، وقد تصل بعض الحالات إلى الوفاة في حال تعرض العامل أو الشخص إلى درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية، من دون وجود عازل بين المصاب وأشعة الشمس، إضافة إلى تعرضه للشمس لفترات متواصلة. وشددت على أهمية تطيق أنظمة وزارة العمل بمنع تشغيل العمالة أوقات الظهيرة التي ترتفع فيها درجات الحرارة في شكل كبير، إضافة إلى توعية المعتمرين بتجنب الطواف في هذه الأوقات حفاظاً على صحتهم، كما يمكن استبدال أوقات الظهيرة بأوقات المساء خصوصاً في رمضان. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل بيد أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة من الصحيفة.