أورمتشي (الصين)، أنقرة، ستوكهولم - أ ف ب، رويترز – استأنف سكان أورمتشي، عاصمة اقليم شينغيانغ شمال غربي الصين نشاطاتهم اليومية أمس، وسط انتشار كثيف لقوات الامن، وذلك بعد اسبوع على اندلاع اعمال عنف إثنية رفعت السلطات حصيلة ضحاياها الى 184 قتيلاً، فيما تزعم زعيمة «المؤتمر الاويغوري العالمي» في المنفى ربيعة قدير سقوط آلاف من ابناء الطائفة المسلمة الناطقة بالتركية، واعتقال خمسة آلاف منهم. وتحدث شهود عن تراجع جزئي للوجود الأمني الكثيف في أورمتشي، حيث حلت آليات الجيب بدلاً من قوافل الشاحنات العسكرية الطويلة، علماً ان سياحاً كثيرين وصحافيين اجانب غادروا المدينة على غرار مدينة كاشغار المجاورة. ولفت اعلان السلطات للمرة الاولى تعداداً للقتلى استناداً الى المجموعات الاثنية، مشيرة الى سقوط 137 من الهان الذين يشكلون الغالبية في الصين و46 من الاويغور المسلمين الذين يمكث 8.3 مليون منهم في شينغيانغ، اضافة الى شخص من هوي، وهي إثنية مسلمة اخرى متناغمة ثقافياً مع الهان. وكشفت ان عائلات «جميع القتلى من الهان والاويغور» ستتلقى 200 الف يوان (21 الف يورو) كتعويضات و10 آلاف يوان مساعدات لتنظيم مراسم الجنازة، في وقت اشتكى مسلمون كثيرون من عدم استعادتهم جثث قتلاهم. كما أبدوا خشيتهم من اعتقال «ابرياء» خلال الحملات الامنية المقبلة، «خصوصاً ان عدداً كبيراً من الموظفين ما زالوا ينامون في مصانع لأنهم يخافون العودة الى منازلهم». وكانت السلطات أفرجت ليل الجمعة – السبت، عن مراسل وكالة انباء «جي بي دي» الهولندية ريمكو تانيس، بعدما احتجزته لمدة سبع ساعات ونصف الساعة من توقيفه. وأكد مدير الوكالة مارسيل فان لينغن ان ريمكو «لم يتعرض لسوء معاملة، وعاد الى شنغهاي». في غضون ذلك، أفادت صحيفة «الجيش» في افتتاحية بأن القيادة العسكرية التي «تشكل الضمانة الصلبة للاستقرار الاجتماعي، يجب ان تعلم جنودها كيفية احترام الاقليات الاثنية في البلاد». وطالبت باصدار اوامر «للتنبه الى حساسية الممارسات الدينية للأقليات وتقاليدها، والعمل بنشاط على مساعدة افراد الاثنيات كلها على العودة الى حياتهم الطبيعية». وتابعت: «سواء كنا في زمن الثورة والحرب او السلم، فان حماية الاستقرار الاجتماعي والدفاع عن الحق في العمل بسلام والدفاع عن سيادة الاراضي الوطنية، تشكل الدور المقدس لجيش الشعب». ويقول الاويغور انهم يتعرضون للاضطهاد في ممارسة شعائرهم الدينية وعاداتهم في ظل الوصاية الصينية، فيما تؤكد بكين انها ساهمت بشكل واسع في تطوير شينغيانغ، المنطقة الريفية المحاذية لآسيا الوسطى. وفي تركيا، حض رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان القيادة الصينية على وضع حد للتنكيل بالاويغور الذين كرر تأكيد تضامن بلاده معهم بعد الاضطرابات التي شهدتها شينغيانغ. وقال اردوغان في خطاب القاه خلال اجتماع لحزبه «العدالة والتنمية» الحاكم والمنبثق عن التيار الاسلامي: «لن ينفع التنكيل بالاويغور الحكومة الصينية»، مؤكداً ان «اي دولة وأي مجتمع يعتدي على حياة وحقوق مدنيين ابرياء لا يستطيع ان يضمن أمنه ورخاءه». وكان اردوغان قال اول من امس بعد عودته من قمة دول مجموعة الثماني في ايطاليا ان «احداث الصين نوع من الابادة»، لكنه أبدى ثقته من ان القادة الصينيين سيتحلون بالمسؤولية المطلوبة. وفي السويد، دعت المعارضة الأويغورية الى «إرسال مراقبين» الى إقليم شينغيانغ «لوقف القمع العنيف»، وذلك وفق بيان يحمل توقيع مؤتمر الأويغور العالمي. وجاء في البيان الذي وقعه ديلشات راشيت الناطق باسم المؤتمر «نخشى وقوع ضحايا جدد ولهذا السبب ندعو الاتحاد الأوروبي ورئاسته السويدية الى إرسال مراقبين الى المنطقة بهدف وقف القمع العنيف». وأضاف: «على العالم أجمع ان يدين الجرائم غير الإنسانية (التي ترتكبها) الحكومة الصينية»، متهماً اياها بأنها «وراء النزاعات وأعمال الشغب» في شينغيانغ.