بحث وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مع الرئيس محمود عباس في رام الله أمس الخيارات الفلسطينية للمرحلة المقبلة بعد فشل جولات عمان الاستكشافية في إحداث تقدم يقود الى العودة الى المفاوضات. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» إن الوزير الأردني بحث مع الرئيس عباس مضمون الرسالة التي سيوجهها الأخير الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الأيام المقبلة، والتداعيات المحتملة. كما بحث معه أيضاً اقتراحات «الحزمة» التي اقترحها المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير. وقال مسسؤول رفيع ل «الحياة»، ان جودة أطلع الرئيس عباس على نتائج جولته الأخيرة التي شملت الولاياتالمتحدة وروسيا وغيرها، ونقل له المخاوف الأميركية من التداعيات المحتملة للجمود الراهن في العملية السلمية. وقال جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات عقب اللقاء مع عباس، إن «الاردن يواصل إجراء الاتصالات مع الاطراف كافة في محاولة لخلق ارضية مناسبة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». واضاف جودة أن «الجهد الأردني مستمر من أجل العمل على جَسْر الهوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وستواصل المملكة هذا الجهد وبحثه مع مختلف الأطراف لتأمين الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات». وأضاف: «واهمٌ من يعتقد أن أحداً يمكنه تغييب القضية الفلسطينية عن المشهد، والحق الفلسطيني غير قابل للمناقشة أو المساومة، فموقف الأردن هو ذاته الموقف الفلسطيني». وأعلن جودة عن تطابق الموقف الاردني مع الموقف الفلسطيني ازاء المفاوضات، وقال: «نعلم ان اسرائيل تقوم باجراءات احادية الجانب، وان الاستيطان غير شرعي، ولكن التنسيق مهم في المرحلة المقبلة، والموقف الاردني متطابق تماماً مع موقف السلطة الفلسطينية». وأكد جودة أنه أطلع الرئيس محمود عباس على جولته التي قام بها مؤخراً على عدة دول، والتي كان آخرها في الولاياتالمتحدة، وأن العاهل الأردني كلفه نقل فحوى هذه اللقاءات والمشاورات التي تمت ونتائجها، والاستمرار في التنسيق المشترك، وحرص الملك والمملكة على دعم فلسطين. وأوضح جودة ان «المباحثات الاستكشافية هدفت إلى توفير الأرضية اللازمة لمناقشة القضايا العالقة، والمختلف عليها»، وأكد أن «الجهد الأردني مستمر من أجل العمل على جسر الهوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وستواصل المملكة هذا الجهد وبحثه مع مختلف الأطراف لتأمين الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات». من جانبه، قال صائب عريقات «إن المصالح الفلسطينية الأردنية واحدة»، مضيفاً ان «وزير الخارجية الأردني نقل إلى الرئيس عباس موقف الأردن الداعم للقضية الفلسطينية». وأكد ان الجهود الأردنية لم تفشل مع انتهاء الجلسات الاستكشافية السابقة. وقال إن «الجهد الأردني لم يفشل، وكان واضحاً منذ البداية انه يقوم بلقاءات استشكافية، ولا تزال هذه الجهود تبذل». واشار عريقات الى ان الموقف الفلسطيني «لم يكن يوماً ضد المفاوضات، وإنما مع التزام اسرائيل بوقف الاستيطان والاعتراف بأساس حدود العام 1967». وقال: «هذه ليست شروطاً وإنما التزامات». وتعثرت محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ ايلول (سبتمبر) 2010. ويطالب المسؤولون الفلسطينيون بوقف الأنشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة وبقبول اسرائيل لحدود عام 1967 كمرجع للمحادثات، بينما ترفض الحكومة الاسرائيلية هذه المطالب موضحة انها مستعدة للدخول في مفاوضات «من دون شروط مسبقة». وأعلن اكثر من مسؤول فلسطيني ان الرئيس الفلسطيني بصدد إعداد رسائل الى مختلف الاطراف، ومنها اسرائيل، يحدد من خلالها الموقف الفلسطيني ازاء المفاوضات والعلاقة مع اسرائيل. وقال عريقات في المؤتمر الصحافي أمس، إن «الرئيس عباس يعكف على إعداد هذه الرسائل وإرسالها ولم ينته منها بعد، وستحدد هذه الرسائل الموقف الفلسطيني ازاء العديد من القضايا». ونفى أن تكون هذه الرسالة تتضمن تهديدات وتحذيرات. ساركوزي يعد بمبادرة للسلام وفي باريس نقلت وكالة «فرانس برس» عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلثاء انه سيطرح «مبادرة» للسلام في الشرق الاوسط في حال اعادة انتخابه، واعداً ايضا بجعل العام 2012 «عام السلام» في الشرق الاوسط. وقال ساركوزي في حديث الى القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي متحدثاً عما سيفعله في حال اعادة انتخابه: «بعد ايام من الانتخابات سأتوجه الى اسرائيل والى الفلسطينيين، لأنني اريد ان تقوم فرنسا ومن ورائها كل اوروبا، بطرح مبادرة كي يكون العام 2012 عام السلام بين اسرائيل والفلسطينيين».