كل ساعتين ينطق شخص غير مسلم بشهادة الإسلام عبر مكتب واحد لتوعية الجاليات يقع في حي البديعة (غرب الرياض)، بفضل حسن التعامل الذي يجدونه وطرق الدعوة الحديثة التي تتمثل في التحدث مع الراغبين في دخول الإسلام بلغتهم والتواصل معهم عبر الهاتف النقال بحسب تأكيد مدير مشروع «أسلمت فعلمني» في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي البديعة محمد المسعود. وأضاف المسعود ل«الحياة» خلال الاحتفال بتخريج 1212 من الدارسين في الدورة السادسة عشرة من المشروع في مركز الملك فهد الثقافي أول من أمس، أن «أسلمت فعلمني» الذي انطلق في عام 1421ه بدأ ب 70 طالباً ووصل حتى الآن إلى أكثر من 11 ألف دارس، يمثل أكبر مشروع تعليمي للجاليات في السعودية «لحاجة المسلمين الجدد إلى برامج تعليمية منهجية تعينهم على الثبات على هذا الدين، وكذلك لتعرض المسلم الجديد في بداية إسلامه لكثير من الضغوط والشبهات، وهذا قد يسبب ارتداده عن الإسلام لضعف علمه الشرعي، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الجاليات المسلمة العربية وغير العربية وحاجتهم إلى مناشط تعليمية منهجية تبصرهم بدينهم». ولفت إلى أن المشروع يسعى إلى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - لدى غير المسلمين، وإعداد دعاة على المنهج السليم والعقيدة الصحيحة من جنسيات مختلفة ليحملوا هم الدعوة في بلدانهم، إضافة إلى الاستفادة من وجود كبير من الناطقين باللغة الانكليزية من أبناء السعودية، ولم يتم استغلال قدراتهم جيداً لدعوة المسلمين وغير المسلمين. وأشار إلى أن المشروع يستهدف الجاليات المسلمة وغير المسلمة الناطقة بالعربية والإنكليزية، والفيليبينية، والأوردية، والتاميلية، والإندونيسية، والبنغالية، إضافة إلى المتحدثين باللغة الإنكليزية من طلاب جامعات ومعلمين وغيرهم لتأهيلهم لتدريس العلوم الشرعية باللغة الإنكليزية. وذكر المدير التنفيذي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة فؤاد الرشيد، أن المشروع يهدف إلى تعليم العلوم الشرعية باللغات المختلفة، ومتابعة مدى التحصيل العلمي من خلال الدراسة المنهجية بمستوياتها المختلفة، وبث روح الأخوة الإسلامية بين الدارسين وربطهم بمكاتب الدعوة والمراكز الإسلامية ببلدانهم لتجاوز ما قد يعترضهم من عقبات، وتقوية إيمان المسلم من خلال الدروس العلمية وبرامج الحج والعمرة والمسابقات والزيارات، مشيراً إلى أن المشروع الذي، احتضنه المكتب قبل 7 أعوام، أسهم في تخريج أكثر من 11 ألف دارس من 36 دولة حول العالم. وأكد مسؤولون عن التوعية الإسلامية التقتهم «الحياة» خلال الحفلة إلى أن انجذاب غير المسلمين إلى الإسلام يعتمد على طرق التعامل الحسنة مع المقيمين التي تبدأ أولاً من الكفيل، ثم أبناء البلد، وتأتي في الخطوة الأخيرة، مكاتب التوعية، إضافة إلى الاستعانة بالكتب والأشرطة، والهاتف النقال عبر خدمة «جوال بلغني الإسلام».