تأتي أيام شهر الصوم على السوريين هذا العام مثقلة وخالية من البهجة، بفعل توالي الأزمات منذ سنوات. أحد أهم الطقوس التي تلازم شهر رمضان لدى السوريين، شراء الحلويات الدمشقية المشهورة، لكن أسواق الحلويات تبدو هذا العام شبه خالية، ربما لأن الحلويات أصبحت من الكماليات بعد تضاعف أسعارها. ويضاف إلى ذلك تأثير الأضرار التي تعرضت لها معامل الحلويات، والارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية التي تستخدمها: السمن والطحين والكسر والفستق الحلبي وغيرها. والمتجول في أسواق الحلويات في دمشق هذه الأيام، يلاحظ محدودية الإقبال وقلة الأصناف المعروضة. ويقول صاحب أحد المحلات في منطقة المرجة: "حركة البيع تراجعت كثيرا، فيما ارتفعت الأسعار حوالى خمسة أضعاف عما كان عليه في سنوات سابقة". ويلفت صاحب المحل نفسه إلى زيادة أسعار المواد الأولية وانخفاض القدرة الشرائية بشكل عام، "ونستطيع القول إن المبيعات انخفضت إلى النصف وأكثر". ويعتقد تاجر آخر أن لجوء ربات البيوت إلى تصنيع الحلويات في المنازل "لن يكون البديل عن الشراء ولن يوفر الكثير لأنهن سيضطررن لشراء المواد ذاتها من طحين وسكر وغيرها، وبذلك ستكون النتيجة واحدة سواء بعمل الحلو داخل المنزل أم شرائه جاهزاً من المحلات". ويقول تاجر في منطقة المرجة أيضاً: "اعتدنا في كل سنة أن نسجل طلبيات كثيرة، كل منها في حدود 5 إلى 6 كيلوغرامات، أما اليوم فلا تتجاوز الطلبية كيلوغرامين". ويربط تراجع الطلب بارتفاع أسعار المواد الأولية، وخصوصاً "الفستق الحلبي الذي ارتفع سعره ثلاثة أضعاف، فيما ارتفع سعر الجوز 5 مرات". ويضيف التاجر ذاته: "اضطررنا إلى التوقف عن تصنيع عدد من الحلويات مثل البرازق والغريبة، التي تدخل في تصنيعها مادة السمسم وهي الأخرى ارتفع سعرها 3 مرات. ثم إننا أغلقنا معملنا في منطقة القابون (إحدى مناطق الاشتباكات) وأصبحنا نعمل ضمن مستودع تابع لمحل البيع بحيث صار التصنيع أكثر صعوبة، هذا إلى جانب ارتفاع تكاليف المازوت واليد العاملة". لكن التجار يعترفون بأنهم لا يخسرون في المحصلة، لكن الأرباح انخفضت بين 10 و20 في المئة، كما يقول أحدهم، ويضيف: "استطعنا الحفاظ على زبائننا من جهة وعلى اليد العاملة من جهة أخرى، مع أن الحلويات مادة غير أساسية مقارنة بالحاجات الغذائية الأخرى للأسر".