تنتشر زراعة الفستق الحلبي بأصنافه المتنوعة (من العاشوري والباتوري والعنتابي إلى ما يعرف بناب الجمل ورأس الخاروف) في سهول محافظتي حماه (وسط البلاد) وحلب (شمال البلاد). وتكاد لا تخلو زاوية أو ركن في العاصمة دمشق من بائعي الفستق أيام موسمه الذي يبدأ قطافه في شهر آب (أغسطس). ويعد الفستق محصولاً اقتصادياً مهماً نظراً لارتفاع سعره مقارنة مع أغلب المحاصيل الزراعية الأخرى. وساهمت زراعته في تحسين الظروف الاقتصادية لآلاف الأسر الريفية. وتبلغ المساحة المزروعة بالفستق الحلبي في سورية نحو 22 ألف هكتار، منها 21 ألف هكتار في محافظة حماه والباقي في بعض المناطق الأخرى. ويصل سعر الكيلوغرام الواحد منه طازجاً إلى أكثر من ثلاثة دولارات أميركية، في حين يبلغ سعر الكيلوغرام المقشور والمحمص إلى نحو 10 دولارات للنوع الممتاز ويقبل المواطنون على شرائه طازجاً أثناء نزهاتهم ولتقديمه لضيوفهم. ويقول المهندس الزراعي محمود الحمادي ل «الحياة»: «زراعة الفستق الحلبي تناسبه الأرض الصخرية، وكلما كان الصخر أقرب كلما كان نمو الشجرة أفضل، لأن الشجرة تبدأ في العطاء عندما يبدأ الجذر في الوصول إلى الصخر»، لافتاً إلى وجود نوعين من أشجار الفستق، منها ذكر وهو يثمر ولكن تبقى ثماره خالية من اللب، لذلك يتم تطعيمه بأنواع عدة، والأنثى التي تعطي الثمار الناضجة للاستهلاك. وقدر عمر الشجرة الإنتاجي بنحو 50 عاماً، وهي تعطي ما بين 20 إلى 30 كيلوغراماً في الموسم الواحد. ويمتاز الفستق السوري بنكهته المميزة وطعمه الحلو، وتمر عملية تحضيره بعد قطافه بمراحل عدة، تبدأ الأولى بتقشيره ومن ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس قبل تحميصه، في حين يطحن قسم كبير منه في ورش خاصة لصناعة الحلويات. ويفضل اغلب الناس تناوله طازجاً أو مع المكسرات لمذاقه الطيب. وتعد سوق بلدة «مورك» في محافظة حماه من أكبر الأسواق في البلاد لتجارة الفستق الحلبي، ومن هذه السوق يصدر إلى لبنان ودول الخليج العربي وإلى قبرص. ويعتبر محمود الحمادي من أكبر تجار الفستق الحلبي في سوق مورك وهو يصدر إلى لبنان بحدود 20 طناً يومياً. وقال: «يخرج من سوق مورك يومياً بحدود 100 طن إلى لبنان يباع في الأسواق أخضر، كما نصدر إلى الخليج العربي ولكن بكميات قليلة، والباقي للأسواق المحلية». وتعد سورية الموطن الأصلي لشجرة الفستق وهو يزرع بكثافة في محافظتي حلب شمال البلاد وحماه وسط البلاد، ويقدر عدد الأشجار بأكثر من تسعة ملايين شجرة. وتحتل سورية المرتبة الخامسة عالمياً في إنتاجه الذي يقارب نحو 70 ألف طن سنوياً أي ما يقارب سبعة في المئة من الإنتاج العالمي.