دعت دول مجلس التعاون الخليجي أول من أمس إيران إلى الكف عن تدخلاتها في شؤون المنطقة، وعدم التهديد باستخدام القوة تجاه الدول الأعضاء في المجلس، وناشد مجلس «التعاون» المجتمع الدولي، باتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة لدعم إرادة ومطالب الشعب السوري الشقيق في التغيير. وأكد المجلس الوزاري الخليجي في بيانه الختامي للاجتماع الذي ترأسه رئيس الدورة الحالية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل «على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ العنف والتطرف، بكل أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره. كما نوَّه بجهودها في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتفعيل القرارات ذات الصلة في هذا المجال، مؤكداً تأييده لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب، ومُجدداً في الوقت نفسه ضرورة تفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات، الإقليمية والدولية، المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وحول العلاقات الخليجية - الإيرانية، أعرب المجلس الوزاري في بيانه الختامي أول من أمس عن بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، في انتهاك لسيادتها واستقلالها، وطالب المجلس إيران بالكف عن هذه السياسات والممارسات، والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وبشأن الملف النووي الإيراني، قال المجلس إنه يتابع هذه المستجدات بقلق بالغ، مؤكداً أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجدد التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، منوهاً في الوقت ذاته بالجهود الدولية، لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية. وفي الشأن السوري، قال المجلس إن ما يجري على الأرض له تداعيات مأسوية، وتصعيد خطر، معرباً عن خيبة أمله في إخفاق مجلس الأمن، في إصدار قرار لدعم المبادرة العربية، ومناشداً المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل الجهود كافة، وبكل الوسائل الممكنة، وعلى الأصعدة كافة، لإيجاد حل للأزمة السورية، وناشد المجلس الوزاري المجتمع الدولي، والمنظمات المدنية العالمية، باتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة لدعم إرادة ومطالب الشعب السوري الشقيق في التغيير، والإسراع في رفع معاناته، وحقن دمائه، ومراعاة الوضع الإنساني المتدهور. واستعرض المجلس الوزاري تطورات القضية الفلسطينية، ومستجدات الوضع الراهن، مؤكداً أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من حزيران(يونيو) 1967، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، كما استنكر المجلس الوزاري استمرار السلطات الإسرائيلية وإصرارها على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية في القدسالشرقية والضفة الغربية، وعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني، وكذلك الاستمرار في هدم المنازل والاعتداء على دور العبادة وجرف الأراضي الزراعية، ويعتبر ذلك لاغياً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مثمناً في الوقت ذاته دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتوجه لمجلس الأمن بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، منذ احتلال عام 1967، في القدس العربية، بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية. وفي شأن الأوضاع اليمنية، هنأ المجلس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بفوزه بالانتخابات، مُعرباً عن ثقته في قيادته لليمن في المرحلة الانتقالية المقبلة. ورحب المجلس الوزاري بانعقاد الاجتماع المخصص لمناقشة الحاجات الإنسانية لليمن، والمقرر عقده في مقر الأمانة العامة في 21 آذار(مارس) 2012، والاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن، المقرر عقده في الرياض في 23-24 نيسان(أبريل) 2012. وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية تنفيذاً للقرار 833، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين تنفيذاً للقرار 899، ودعوة العراق للإسراع في ذلك، والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت، وحث الأممالمتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة على الاستمرار في جهودها القيمة لإنهاء تلك الالتزامات. واستمع المجلس الوزاري إلى التقرير الذي قدمه رئيس الهيئة المتخصصة، المكلفة بدرس المقترحات المعنية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الدكتور مساعد العيبان، عن سير أعمال الهيئة، حيث تضمن التقرير الأولي ما انتهت إليه الهيئة في اجتماعاتها التي عقدت في الرياض أخيراً. وتضمن التقرير استعراضاً لرؤية المملكة العربية السعودية، حول تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الشأن، والمقدمة إلى الهيئة في حينه.