وجه المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئة المتخصصة المكلفة بدراسة المقترحات المعنية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بالاستمرار في أعمالها، وإعداد توصياتها النهائية لعرضها على المجلس الوزاري في اجتماع يعقد قبل اللقاء التشاوري المقبل لقادة دول المجلس، وذلك تمهيدا لرفعها للمجلس الأعلى في اللقاء التشاوري. وطالب بدعم مطالب الشعب السوري في التغيير. وأشاد المجلس الوزاري بجهود الهيئة المتخصصة واستمع في دورته ال 122 برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، رئيس الدورة الحالية للمجلس في الرياض أمس إلى تقرير قدمه رئيس الهيئة الدكتور مساعد بن محمد العيبان عن سير أعمالها. وتضمن التقرير استعراضا لرؤية المملكة العربية السعودية، حول تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بهذا الشأن، والمقدمة إلى الهيئة في حينه. واستعرض مستجدات العمل المشترك وعبر عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات في كافة مجالاته، مؤكدا على تحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، ودعم وتعزيز الأمن والاستقرار. وناقش توصيات لجنة التعاون المالي والاقتصادي بشأن مقترح دولة الكويت، بوضع آلية موحدة للإشراف والرقابة على موازنات المنظمات المتخصصة ومقترح الإمارات العربية المتحدة، بوضع نظام لحوكمة المنظمات والهيئات المالية والنقدية الإقليمية. كما اطلع على ما توصلت إليه لجنة التعاون البترولي بشأن القانون (النظام) الموحد للتعدين، والاستراتيجية البترولية المحدثة واستراتيجية الإعلام البترولي. واطلع المجلس الوزاري على جهود مجلس وزراء الصحة المتعلقة بمعاملة مواطني دول المجلس المقيمين والزائرين لأية دولة عضو معاملة مواطني الدولة نفسها. وقرر المجلس رفع النظام الموحد الخاص بالمواد المستنفذة لطبقة الأوزون لدول مجلس التعاون للمجلس الأعلى، والتوصية باعتماده. وبحث المجلس مقترح المملكة العربية السعودية المتعلق بتنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، والتجارب بين الجهات القائمة على شؤون الأوقاف في دول مجلس التعاون، وقرر الموافقة على عقد اجتماعات دورية للوزراء المسؤولين عن شؤون الأوقاف في دول المجلس. وفي ما يتعلق بمجال مكافحة الإرهاب أكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ العنف والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته ، وأيا كان مصدره. كما نوه بجهودها في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتفعيل القرارات ذات الصلة في هذا المجال. وحول العلاقات مع إيران أعرب المجلس عن بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، في انتهاك لسيادتها واستقلالها. وطالب إيران بالكف عن هذه السياسات والممارسات، والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتابع مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ مؤكدا على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجددا التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. وأكد المجلس الوزاري على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مؤكدا على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واستعرض المجلس تطورات القضية الفلسطينية ومستجدات الوضع الراهن، مؤكدا أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967. وأشاد المجلس الوزاري بنجاح الانتخابات الرئاسية في اليمن، التي جرت تنفيذا للمبادرة الخليجية. وهنأ الرئيس عبدربه منصور هادي بفوزه بالانتخابات، معربا عن ثقته في قيادته لليمن في المرحلة الانتقالية المقبلة. ورحب بانعقاد الاجتماع المخصص لمناقشة الاحتياجات الإنسانية لليمن، والمقرر عقده في مقر الأمانة العامة في 21 مارس 2012م، والاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن، المقرر عقده في الرياض بالمملكة العربية السعودية في 23 24 أبريل 2012م. وأكد المجلس الوزاري التزامه التام بسيادة العراق، واستقلاله، ووحدة أراضيه، والقيام بمسؤولياته لتعزيز وحدته واستقراره وازدهاره، ولتفعيل دوره في بناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على أسس مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وتداول المجلس مجريات الأحداث الدامية في سوريا وتداعياتها المأساوية، والتصعيد الأخير، ورحب بالبيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية وما صدر عنه من قرارات تدعو إلى إجراءات فاعلة لوقف المجازر التي تفاقمت في سوريا. وأعرب المجلس الوزاري عن خيبة أمله في إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار لدعم المبادرة العربية. وناشد المجتمع الدولي والمنظمات المدنية العالمية باتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة لدعم إرادة ومطالب الشعب السوري الشقيق في التغيير، والإسراع في رفع معاناته، وحقن دمائه، ومراعاة الوضع الإنساني المتدهور.