إذا كان لنا أن نصف قرارات اتحاد الكرة الأخيرة بأنها نقلة كبيرة في الاتجاه نحو عالم كرة القدم المتطور، فإنها كذلك. حزمة من القرارات التاريخية التي فاجأنا بها الأمير الشاب نواف بن فيصل، وكان كل قرار منها يمثل رؤية مستقلة لوحدها. لكن الجميل في جملة هذه القرارات، أنها تصب بكاملها في صالح كرة القدم السعودية، التي تبدأ من الأندية، ومن الدوري تحديداً. لقد عرف اتحاد الكرة - الآن - أن الأندية هي أساس كل عمل للتطوير، وأنه متى كانت بيئة العمل مناسبة، كانت النتائج أعلى من معدلات التوقع. ولعله لا يخفى على كل رياضي، أننا كنا من أوائل الدول العربية التي طبقت نظام الاحتراف، وكان ذلك قبل نحو 18عاماً. ومع ذلك تقول الأرقام والإحصاءات، أننا كنا أفضل على مستوى المنتخبات - أيام الهواية - ففي أول ظهور لنا في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة الأميركية، قدم المنتخب السعودي نفسه بصورة أدهشت المتابعين. لكن ما حدث بعد ذلك في ثلاثة نهائيات لكأس العالم في كل من فرنسا، وكوريا، واليابان، وألمانيا، أكد بأن الاحتراف الذي نطبقه لا يتجاوز عملية التحول من الهواية إلى عالم الاحتراف فحسب. ذلك أننا لم نحسن منذ البداية التعرف على مفهوم الاحتراف الكامل، وأنه ليس مجرد انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، بقدر ما هو علم ودراسة ورؤية مستقبلية. إننا اليوم أمام مرحلة يخيّل إليّ أنها مرحلة الانطلاق نحو عالم كرة القدم المتطور، بحيث تساعد هذه القرارات على سرعة التحول في وقت قريب إلى مرحلة التخصيص للأندية. ولقد أحسن اتحاد الكرة عندما اتخذ قرار تحويل الهيئة إلى رابطة، وهو بذلك يبدأ رؤية جديدة تتمثل بدمج الأندية في منظومة العمل واتخاذ القرار. وفي ظني بأن ما حدث في اجتماع اتحاد الكرة «التاريخي»، قد وضع للشركات والبنوك أرضية خصبة للاستثمار في الأندية السعودية، واستغلال هذه الفرصة الثمينة لإبرام اتفاقيات رعاية مع الأندية قبل أن تدخل أطراف أخرى على الخط. ولا شكّ أن جعل أندية الدرجة الأولى أندية محترفة اعتباراً من الموسم المقبل، هو قرار موفق جداً، كون دوري الدرجة الأولى هو الرافد الرئيسي لدوري الدرجة الممتازة، وإن كان مثل هذا يحتاج إلى سرعة إيجاد رعاة لأندية هذه الدرجة. وتلك في اعتقادي مسؤولية رابطة دوري المحترفين، حيث إن عليها القيام بالبحث عن رعاة لأكثر من نصف أندية دوري زين، مع أندية دوري الدرجة الأولى، حتى يكون لدينا أندية محترفة تصرف من مدخولاتها، دون انتظار وقفة من هذا أو حسنة من ذاك. [email protected] @AbdullahShaikhi