بلا شك سيبقى العام الحالي طويلاً في ذاكرة الفيل الإيفواري ديدييه دروغبا الذي يشارف على إسدال الستار على مشوار كروي ثري لا ينقصه سوى الصعود على منصة التتويج بالقارة السمراء. وعلى رغم موهبته المميزة وحاسته التهديفية التي لا يختلف بشأنها اثنان، سيبقى عام 2012 – بلا شك - الأسوأ بمشوار اللاعب مع منتخب بلاده الذي فرط معه بسذاجة كبيرة في اللقب القاري أو مع ناديه تشلسي الإنكليزي الذي بالكاد يعثر على موطئ قدم له ضمن الخمسة أو الستة الأوائل بالبريمييرليغ ليخرج من الموسم خالي الوفاض على رغم ملايين اليوروات التي رصدها مالكه الروسي. وبشيء من الحسرة والأسى يقر دروغبا صاحب 33 عاماً أن «هذا الموسم هو الأسوأ لي منذ مجيئي إلى هنا (تشلسي). في المواسم الماضية كنا ننافس على اللقب، لكن في الوقت الحالي الوضع مختلف تماماً، أنت تعرف ما هو شعورك عندما تفقد المنافسة على بطولة أنت دائماً تنافس على لقبها، إنه إحساس صعب للغاية». علماً انه كان فاز بلقب البريمييرليغ في أول موسم له مع البلوز (2004/2005) ثم في الموسم الموالي أيضاً، فوصيف الدوري في الموسمين التاليين. وفي موسم 2008/ 2009 حل مع تشلسي بالمركز الثالث قبل أن يستعيد اللقب في 2009/ 2010. ويضيف: «في كل موسم من مواسمي مع البلوز لم يحدث أن تأخرنا من دون المركز الرابع، لكن إذا حدث أن فقدنا هذا الموسم المركز الرابع فسيكون ذلك بمثابة الكارثة». وخسر تشلسي في آخر أسبوع أمام إيفرتون ليفقد ثلاث نقاط حاسمة في سباق مراقبة رباعي المقدمة ويتأخر إلى المركز الخامس وراء مانشيستر سيتي ويونايتد وتوتنهام وأرسنال. ويؤكد الهداف العاجي أن «الأمر بات لا يطاق سواء للاعبين أو المدرب»، مشيراً إلى أن «المدرب (بواس) قدم إلى تشلسي بفلسفة تختلف بعض الشيء عن بقية المدربين، إنه يريد أن يفعل ما فعله في بورتو». وفي النصف الآخر من الكأس «الفارغة» (...) لن ينسى دروغبا – أيضاً - ليلة الثاني عشر من شباط (فبراير) 2012 حين أهدر ركلة جزاء كانت كافية لتسيّد منتخب بلاده ساحل العاج على القارة السمراء للمرة الثانية في تاريخه ونيله هو شخصياً لقباً غالياً حلم بالظفر به منذ نسخة مصر 2006. وبدلاً من أن يحقق حلماً شاطره فيه ملايين الإيفواريين، كرر دروغبا ما فعله الغاني اسامواه جيان امام زامبيا بالدور نصف النهائي للبطولة الافريقية. في ليبرفيل أسقط روغبا حلمه والملايين في الماء وبدت خيبة الأمل على محيا الرجل لم ينفع معه الترحاب الحار الذي لقيه وزملاؤه لدى عودتهم لأبديجان، ولا إشادة مدربه فرانسوا زاهوي بقوله: «انه أسطورتنا على غرار روجيه ميلا (الكاميرون) وجورج ويا (ليبيريا)». يدرك الرجل أن ما سقط من «قدمه» لن يتم تعويضه قريباً، فهو بات على مشارف الاعتزال، ومن الصعب بمكان تعويض الإخفاق في البطولة المقبلة (2013) خصوصاً مع احتمال عودة اللاعبين الكبار في صورة منتخبات نيجيريا والكاميرون ومصر والجزائر. وبمرارة لا تقاوم يعترف «أسطورة» ساحل العاج بأنه «حزنت جداً لخسارة كأس الأمم الافريقية ومع ذلك كان مشهد الجماهير التي استقبلتنا في المطار مميزاً جداً وذا خصوصية كبيرة بالنسبة لنا جميعاً عندما نتذكر ما كان عليه الوضع قبل فترة ليست بالبعيدة». وأضاف: «نحن 23 لاعباً من 20 مليون مواطن توحدنا لهدف واحد. وعندما ندرك صعوبة وقوف هذه الأمة مجدداً واستقبالنا بهذه الطريقة كان مشهداً مذهلاً وأعتبرها إشارة خاصة جداً تؤكد أن كرة القدم قادرة على ذلك». ولم يعد أمام اللاعب الذي يكاد يخسر جبهتين في موسم واحد سوى تجديد العهد مع فريق يلعب الألقاب أو الرحيل إلى حيث لا يتذكره أحد خصوصاً مع قرب اعتزاله الملاعب. وعلى رغم اصرار البلوز على الاحتفاظ به، إلا أن مؤشرات توحي أن الموسم الحالي سيكون الأخير له مع البلوز. ويكشف مدرب تشلسي البرتغالي بواس بشأن امكان استمرار النجم الإيفواري لموسم اخر مع البلوز ««ما زلنا في طور التفاوض معه، لكن المؤكد أنه لاعب مؤثر جداً ومن كبار عشاق اللعب مع تشلسي على رغم الأقاويل حول رحيله إلى الصين، ومهما يكون فهو أحد أبطال البلوز ونأمل بالتوصل إلى حل يرضيه ويرضي النادي». ومن المرجح أن تكون النهاية «الكارثية» – بتعبير اللاعب - نهاية ثماني سنوات مع النادي اللندني والرحيل إلى وجهة أخرى قد تكون الصين، وبالضبط نادي شنغهاي، اذ سبقه إلى هناك زميله السابق الفرنسي أنيلكا. ولكن دروغبا يعتقد بإمكان توصله إلى اتفاق مع محبوبه الأول نادي تشلسي الذي كان انتقل إليه من نادي مرسيليا الفرنسي 12 يوليو 2004 في مقابل 24 مليون إسترليني. يقول: «ما زلنا نتحدث ونتفاوض حول عقدي الجديد، لذلك دعونا ننتظر لنعرف ما تنتهي إليه الأمور، وأنا متفائل بالوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، فأنا أحب تشلسي وأعتقد أنه يبادلني الحب، ولا شك في أننا سنتوصل إلى حل يرضي النادي وأنا والجمهور كذلك، ومع ذلك إذا لم يحدث ذلك فهذه سُنة الحياة، لكنني لن أغير رأيي أبداً، ولن يزول احترامي للبلوز الذي تركت قلبي معه».