خرج المنتخب السعودي على يد نظيره الأسترالي من تصفيات كأس العالم، وعلى رغم أن أسباب خسارة المباراة باتت شبه واضحة من خلال اتفاق المحللين والنقاد على أن الأخطاء الدفاعية والفنية لعبت دوراً مهماً في ذلك، إلا أن أسباب تراجع مستوى المنتخبات السعودية بشكل عام تعددت باتفاق المتابعين. إذ أجمعت الآراء على ضرورة العمل على تطوير اللاعبين الناشئين، من خلال الاعتماد على كوادر فنية متخصصة لتطوير مثل تلك الفئات السنية، وهو ما لا يزال غائباً عن الأندية السعودية، خصوصاً أن التنافس الكبير بين الأندية المحلية على الظفر باللاعبين الجاهزين لتدعيم صفوف الفريق الأول قاد إلى تجاهل الدرجات الأخرى، كما أدى هذا التنافس إلى ارتفاع أسعار اللاعبين في السعودية، إذ شدد المحللون ومنذ وقت مبكرة على كونه ظاهرة خطيرة قد تقود إلى عواقب تؤثر على قدرة الأندية الصغيرة على إنتاج اللاعبين، وبالتالي تدعيم المنتخبات الوطنية. فيما شدد المحللون على ضرورة احتراف اللاعب السعودي خارجياً من دون النظر إلى العائد المادي لمثل تلك التجربة، لأهمية احتكاك اللاعبين بنظرائهم في البطولات الأوروبية، وهي الظاهرة الغائبة عن اللاعبين السعوديين باستثناء تجربتي لاعب نادي الاتفاق ومنتخب الشباب المدافع عبدالله الحافظ في الدوري البرتغالي، ولاعب نادي الأهلي صالح الشهري المحترف لنادي بيرا مار البرتغالي أيضاً. كما أبرزت الآراء قيمة العمل على تطوير اللاعبين المحليين في المراكز كافة، بهدف حل المشكلات التي يعاني منها المنتخب اليوم في ظل قلة المدافعين والمهاجمين ولاعبي الأظهرة على حساب صناع اللعب، مثل هذه الخطوات تتطلب البحث عن الناشئين القادرين على سد تلك الخانات، وبالتالي العمل على تطويرهم للوصول بهم إلى مراحل الجاهزية الكاملة قبل مشاركتهم في صفوف الفريق الأول. الإعلامي صالح الحمادي أكد أن إدارات الأندية شريك رئيس في سقوط المنتخب من خلال العمل العشوائي، والتسابق على تدعيم صفوف فرقها الأولى وإغفال قيمة الفئات السنية، مبيناً أن اللاعبين الهواة نجحوا وبعوائد مادية بسيطة في تحقيق ما عجز عنه الجيل الحالي من اللاعبين المحترفين. أما المحلل خالد الشنيف فأوضح أن التخطيط قصير المدى قاد الرياضة السعودية إلى الفشل، فالبحث عن المكتسبات السريعة لم ينجح في صناعة منتخب قوي قادر على المنافسة، معتبراً أن خروج المنتخب من التصفيات الآسيوية يعد فرصة مهمة لإعادة بناء جيل يعيد أمجاد الرياضة السعودية في كل المحافل. فيما ذهب الناقد الفني حمد الدبيخي إلى أن الكرة السعودية تحصد نتاج تراجع مستوى أنديتها وبطولاتها المحلية مستشهداً بعجز الفرق عن تحقيق أية بطولة قارية منذ نهاية عام 2005، وهو ما كان من الواجب الانتباه له مبكراً، كما رأى أن تخبط عمل اللجان والارتباك الذي تشهده جدولة المنافسات والأخطاء الإدارية سبباً بارزاً وراء الإخفاق الأخير.