واشنطن، كابول - رويترز، أ ف ب - أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن محققين عسكريين تمكنوا من كشف خمسة جنود مسؤولين عن إحراق مصاحف في قاعدة باغرام شمال أفغانستان، الذي أدى إلى إندلاع موجة من العنف في البلاد، نجم عنها مقتل 30 شخصاً وأكثر من 200 جريح. ويتوقع أن يصدر تقرير التحقيق الأميركي حول هذه القضية في الأيام المقبلة. ونقلت واشنطن بوست عن المحققين الأميركيين الموجودين في أفغانستان، أن هؤلاء الجنود أخرجوا نسخ القرآن الكريم من السجن الموجود في قاعدة بغرام بعدما اكتشفوا أنها تحتوي على رسائل «متطرفة». وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أن تلك النسخ كانت تستخدم لإخفاء رسائل يتبادلها السجناء الأفغان في هذا السجن. وأضاف التحقيق «بعد ذلك وضعت مصاحف في مكتب للحفاظ عليها. لكنها اعتبرت نفايات ونقلت إلى مكب القاعدة» حيث أحرقت، كما أوردت الصحيفة الأميركية. كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الجنود الخمسة الذين تمّ التعرف إلى هوياتهم سيتلقون «تأنيباً» لكن أسماءهم لن تكشف. وقال أحدهم: «في ما يتعلق بهؤلاء الجنود، المسألة ستكون جدية، ويمكن أن تخفض رتبهم. لكن لن تجرى محاكمة علنية كما يتمنى البعض هنا على ما يبدو». وقد طالب مجلس من رجال الدين الأفغان، الذي يعتبر مقرباً من الرئيس حميد كارزاي، أول من أمس بمحاكمة علنية للجنود المسؤولين عن حرق القرآن. على صعيد آخر، قال الجنرال عبدالحميد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الأفغاني أمس إن لدى حركة «طالبان» نظاماً متقدماً لاختراق قوات الأمن الأفغانية، وطالب بأن يكون التدقيق في اختيار المجندين مشدداً. واعتبر الجنرال عبدالحميد أن «زرع أشخاص مارقين داخل الجيش خطط له الأعداء وقدمت لهم طالبان تدريباً جيداً». وأضاف: «يجب أن نعزز جمع المعلومات في شأن تحركات المجندين والتنصت على هواتفهم المحمولة، وأن نعرف إن كانوا على إتصال بجهات خارج الجيش». وأشار عبدالحميد إلى أنه «من أسباب اختراق الأعداء للجيش عدم إمكان تحديد هوياتهم بطريقة مناسبة عند انضمامهم». وقال: «يجب أن يقدّم المجندون الجدد شهادات الميلاد أو أي وثائق أخرى لإثبات هوياتهم عند تسجيل أنفسهم»، كاشفاً عن التعرّف الى عدد من الجنود المشتبه بهم واعتقالهم». وأصابت الهجمات الحلف الأطلسي بصدمة وألقت بشكوك حول استراتيجيته لاحلال وحدات القوات المقاتلة بمستشارين، ومحاولة إنهاء الحرب التي دخلت عامها ال11. ويعتقد مسؤولون في وزارة الدفاع أن الحجم الكبير للجيش والشرطة الأفغانيين، حوالى 250 ألف فرد، يجعل من الصعب وقف الاختراق. وتأمل أفغانستان في تشكيل قوة قوامها حوالى 350 ألف عنصر. اختصاصي متفجرات الى ذلك، أدرجت الولاياتالمتحدة اسم أفغاني قدمته على انه رئيس مصنعي المتفجرات في حركة «طالبان»، على قائمتها السوداء للاشخاص الذين تطاولهم عقوبات ضد «تمويل الإرهاب». وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إلى أن هذه الإضافة تستهدف «شبكة تصنيع وتموين طالبان بالعبوات الناسفة الجاهزة»، معلنة تجميد الأرصدة التي قد يملكها عبدالصمد عاشق زاي في الولاياتالمتحدة. وأدرج اسم عاشق زاي على القائمة السوداء الأميركية بموجب مرسوم رئاسي صادر عام 2001 يستهدف «الأشخاص الذين يرتكبون أعمالاً إرهابية، يهددون بارتكابها أو يدعمون الإرهاب». وتتهم واشنطن عاشق زاي بالوقوف وراء هجمات عدة عام 2011 ضد قوات الإئتلاف الدولية والسلطات في أفغانستان، وبإشرافه سابقاً على سلسلة تجميع للقنابل يستخدمها «مقاتلو طالبان في غرب البلاد وجنوبها» إضافة إلى تدريب هؤلاء المتمردين على استخدامها.