عندما سميتها أمانة «ثقافة» الرياض للدلالة على تبنيها الأنشطة الثقافية الترفيهية المحترمة وصولاً إلى مسرحيات لذوي الاحتياجات الخاصة قال أمين مدينة الرياض هاتفياً «حملتنا ما لا نطيق»، حسناً أيتها الأمانة «المؤتمنة» على الرياض وساكنها، سنحملكم في مقبل الأيام أكثر، لكن التجربة والنجاح تقول إنكم تستوعبون، ولا تطيقون صبراً عن التنفيذ. أكتب صباح الخميس بين حزن وبهجة، فمنتخب بلادي يعكس صورة نمطية للفشل الفني والإداري، وينتكس من قمم تاريخية سابقة، وهو للحق ليس المذنب الوحيد، فالأخطاء لها جذور في الأندية، والمدارس، والجامعات، والبيوت، وحتى العقول التي كانت تعتبر كرة القدم، والأندية تحديداً، شيئاً «مش كويس». أبتسم أيضاً بسعادة، وربما بنشوة فخر وبصيص أمل، وأنا أقرأ أن أمانة «ثقافة» الرياض تنظم عرضاً للكوميديا المرتجلة «ستاند أب كوميدي»، يشارك فيه مجموعة من الشباب الناجحين والمشهورين في شبكات التواصل الاجتماعي. ما العلاقة هنا بين «تكشيرة» الكرة، «وفلة حجاج» الثقافة، إنها الأقوال التي سمعت وقرأت عن أن كرة القدم «المتنفس» الوحيد للشباب السعودي، لذا يجب أن ننتصر، ورغم التجني على متنفسات أخرى مثل «التفحيط»، لكن ذلك يبدو للوهلة الأولى صحيحاً في ثقافة تعامل المراهق والشاب العازب على أنه «شهوة» متحركة. ليس صحيحاً ما قيل ويذكر، فيمكن لشباب الرياض الذهاب إلى المسرحيات، وعروض الكوميديا، ومهرجانات الوطن والأعياد، وإلى ملاعب الأحياء، وحدائق بعض الأحياء، وأماكن المشي في بعض الأحياء، وغيرها كثير مما سيجعلنا نحمل الأمانة مرة أخرى ونسميها أمانة «شباب» الوطن، لأن الشباب في الرياض من كل أرجاء الوطن أولاً، ولأن ما تفعله الأمانة يجب أن يكون ديدناً عملياً لكل أمانة وبلدية أخرى. ما يعاب على الأمانة هو مساعدتها جهات أخرى يفترض أن تتولى مناشط الثقافة والترفيه والرياضة على الخمول والكسل، وإنفاق موازناتها فيما لا نعرف، فيما تنوء خزانة الأمانة بطموحات رجالها، وتنتظر أحلاماً صغيرة كثيرة، وبضعة أحلام كبيرة أحب منها حلم التأهيل البيئي لوادي السلي. لا تحزنوا يا أهل الكرة، فما حدث في أستراليا نتاج طبيعي لانتقال ساحة الإبداع الرياضي من الملاعب وأروقة الاتحاد الكروي إلى وسائل الإعلام، وإذا نظرت إلى بعض العقول التي تسمى رياضية ولها «بااااااع» في الإعلام الرياضي تدرك بسهولة أن هذه الساحة لا يمكن القفز منها إلى ساحات التنافس العالمي. تشبثوا بأمل أن تواصل أمانة مدينة الرياض «أنسنة» العاصمة الحبيبة، لعل ثقافة الكثيرين تتغير لتصبح الرياضة جزءاً من منجز حقيقي له انعكاساته على الاقتصاد والمجتمع وعلى الصورة الذهنية العامة عنا لدى شباب بقية دول العالم ومريدي الرياضة فيها. مبروك أمانة مدينة الرياض هذا الفوز، «هارد لك» اتحاد كرة القدم. [email protected] @mohamdalyami