تمر الأيام والشهور على أم سعد على أمل أن تجد من يسد حاجتها المتزايدة وعوز أسرتها المكونة من ستة أطفال وزوجتين. لا تعلم أين سيقودهم مصيرهم المجهول وضيق حالهم فليس أمامهم من خيار إلا اللجوء إلى الله ثم الاعتماد على صدقات فاعلي الخير التي تأتيهم على فترات متباعدة.تسكن السعودية أم سعد في بيت مستأجر في حي العزيزية جنوبالرياض، وتعجز باستمرار عن دفع إيجاره، ما يجعل الخوف من التشرد هو شغلها الشاغل. تقول: «كنا نعيش حياة طبيعة وبفضل الله مؤمن لنا أساسيات المعيشة، ولكن الدنيا انقلبت قبل ثمانية شهور علينا وأدارت لنا ظهرها المرير»، موضحة أنهم أحياناً لا يجدون ما يسدون به رمق أطفالهم، ولا يوجد لهم دخل ثابت، ما يجعلهم في حاجة دائمة إلى ما تجود به أيدي المحسنين. حاولت أم سعد إخفاء دموعها وهي تسرد مأساتها ل«الحياة» ولكن الدموع أبت عليها ذلك، فقد انسكبت بغزارة لتترجم ما يخالجها من الداخل ويعتصر قلبها الذي ذاب حزناً وعينها التي أرقها السهر، وتختصر ما عانته مع أطفالها بسبب حال العوز من دون إسعاد أولادها، بل أقل من ذلك حرمهم من محاكاة أقرانهم في الملبس والمأكل، وحتى فاتورة التيار الكهربائي لم تستطع أن تدفعها فتم فصل الكهرباء عنهم وهم يعيشون من دون كهرباء. وعلى رغم سوء حالتها النفسية وشعورها باكتئاب طوق حياتها وكبلها، كونها امرأة وأطفالهم صغار لا يستطيعون العمل، وهي سيدة جامعية، ومع ذلك لم تجد فرصة وظيفية تساعدها في الصرف على من تعول، إلا أنها لم تيأس، فقد حاولت طرق الأبواب الأخرى التي قابلتها بالرفض،. وتتابع: «اليأس يحيط بنا، والحزن يعيش معنا في البيت، ومع ذلك الأمل في الله فهو حصننا، آملة من أهل الخير أن ينزعوا هذا الحزن، وأن يكونوا سبباً في لم شملها مع زوجها وأولاده في أقرب وقت.