طوّق ثالوث العوز والمرض والبطالة حياة محمد شولان في العقد الخامس من العمر، وحوّلها إلى بؤس وجحيم دائمين.وزادت المعاناة بعد أن أثقل المرض كاهله، فلم يستطع معه مزاولة أي عمل، ما أفقده وظيفته بعد التقارير الطبية التي أثبتت أنه يحمل مرض «نقص المناعة» و«التدرن الرئوي» ومما زاد الأمر سوءاً رفض القطاعات الخاصة توظيفه وإصابة ابنه بالمرض ذاته.يقول أبوفواز ل «الحياة»: «ابني مصاب بمرض نقص المناعة، وهو فيروس يهاجم جهاز المناعة بالجسم ويعطل عمله، ما يجعله ضعيفاً ومن دون أي قوة دفاعية ضد أي مرض، لأنه فقد حماية جهاز مناعة جسمه له، وأصيب بالتهاب قيحي مزمن في الأذن الوسطي والتهاب في الخشاء، لأنها انتهزت فرصة عدم قدرة جسمه على الدفاع عن نفسه فهاجمته». ويضيف بحسرة: «ابني الذي لا يتجاوز (8 أعوام) يستخدم الأدوية في السابق من خلال أنبوب أنفي معدّ ليتناول الأدوية عن طريقه، ولكن بعد أن أصبح يعاني من آلام بالأنف تم عمل فتحة في البطن». المتأمل في وجه فواز سيرى ملامح طفل اغتالته الظروف، إلا أنه وعلى رغم الألم الذي يعيشه يعانق الابتسامة بشكل دائم، وكأنه يقنع نفسه بوجود أمل قريب مهما كانت الظروف قاسية. وعلى رغم سوء حال الأب النفسية وشعوره باكتئاب طوّق حياته وكبّلها، فهو لا يستطيع العمل أو إيجاد فرصة وظيفية يساعد بها من يعول، إلا أنه لم ييأس، إذ حاول طرق الأبواب الأخرى، التي قابلته بالرفض، والأمر الأصعب هو كثرة تردده على المستشفيات، ما أرهقه كثيراً. وناشد أبوفواز أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء أن ينظروا إلى حاله وحال طفله بعين الرحمة ويقفوا معه في أزمته، حتى تتم لهما الحياة، قبل أن يغتالها شبح الموت.