باريس، دمشق - «الحياة» - أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون ان الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة والمحاصرة على ما يبدو في حمص كانت اول من امس في «مكان آمن». وصرح غليون خلال مؤتمر صحافي في باريس: «لقد تلقيت رسالة من داخل (سورية) مفادها انها كانت في مكان آمن. لا اعلم اليوم ما اذا كانت لا تزال في مكان آمن». وأُصيبت الصحافية التي تعمل لصحيفة لوفيغارو بجروح خطرة في 22 شباط (فبراير) اثناء قصف ادى الى مقتل الصحافية الاميركية في صاندي تايمز ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. وتمكن صحافيان آخران، البريطاني بول كونروي والاسباني خافيير اسبينوسا اللذان كانا محاصرين في حمص بعد ذلك القصف، من الوصول الى لبنان المجاور في الايام الاخيرة. إلى ذلك قال ريكن باتل رئيس منظمة «افاز» الحقوقية التي ساعدت في تهريب عدد من الصحافيين الاجانب من حمص خلال الايام الماضية ان الاوضاع الامنية تجعل عمليات مشابهة شديدة الخطورة. ولعبت منظمة «افاز» غير الحكومية الناشطة على الانترنت والتي تأسست عام 2007 وتشتهر بحملاتها من اجل الدفاع عن حقوق الانسان، دوراً محورياً في هذه العملية مع الناشطين السوريين ومتمردي الجيش السوري الحر. وقال باتل انه مع حلول الليل، يوم تهريب الصحافيين الاجانب، غادر الجرحى السوريون والصحافيون الغربيون والناشطون حمص في موكب. وقال باتل رداً على اسئلة وسائل إعلام عدة: «ان موكب الصحافيين تعرض للقصف فتفرقوا الى موكبين»، موضحاً ان «المجموعة الأمامية» مع المصور البريطاني بول كونروي تمكنت من مغادرة حمص والوصول الى الحدود اللبنانية على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً... فيما عاد الصحافيون الثلاثة، اديت بوفييه المصابة بجروح خطيرة في الساق، ومواطنها وليام دانييلز والاسباني خافيير اسبينوسا أدراجهم. وكانت الصحافية الفرنسية «تُحمل على نقالة وكان الذهاب بها أبعد أمراً في غاية الخطورة». ووفق «افاز» فقد قتل 13 ناشطاً سورياً على الاقل في عملية إخراجهم سراً. وقد التقت شبكة «سي أن أن» الاميركية ثلاثة ناشطين من مجموعة بول كونروي نقلوا الى مستشفى في طرابلس في شمال لبنان. وروى احمد وهو شاب سوري ملتحٍ «ان جميع اصدقائي وقعوا في كمين». وتابع: «أُصيب بول كونروي بالذعر ثم قال الجميع: لن يخرج احد». وأكد ناشط سوري ثالث يدعى ابو بكر (24 عاماً) ان خافيير اسبينوسا الموفد الخاص من صحيفة «ال موندو» انقذه. وروى: «كنت جريحاً لا استطيع المشي. خافيير ساعدني ونقلني الى احد المنازل وهناك ساعدني السكان على الخروج». وأكد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دبابكة لوكالة «فرانس برس»: «ان موت أناس امر محزن دوماً. كان يمكن انقاذ حياة هؤلاء لو استطاعت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر العربي السوري وفريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر اجلاء الصحافيين والاشخاص الآخرين». ويوم الاثنين بقي عشرون متطوعاً من الهلال الاحمر السوري مع اربع سيارات إسعاف وعربة موتى في حي بابا عمرو لقرابة ثلاث ساعات بينما كان مندوبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر ينتظرون في الخارج. ثم جاء وفق رئيس الهلال الاحمر السوري عبدالرحمن عطار، وسيط من بابا عمرو ليقول «ان صحافية «لوفيغارو» اديت بوفييه ترفض الخروج ان لم يستجب للشروط التي تطرحها». وأضاف: «لا نعلم إن كانت ترفض فعلاً لأننا لم نتمكن من إجراء اتصالات مباشرة معها». وفي ذلك المساء نفسه جرت عملية الإجلاء السرية.