لعب اسم الكاتب محمد سلماوي دور «كلمة السر» في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين التي أجريت أخيراً، فلم تخل قائمة من اسمه، ولم يراهن تيار على الفوز إلا بوضعه على رأس قائمته، مع أن الكثير من القوائم سعت الى التقليل من نفوذه. ومن ثم جاءت النتيجة بفوز كاسح له وخسارة واضحة ل «الحرس القديم» الذين قيل إنهم لعبوا دوراً بارزاً في مجيئه وتسلمه رئاسة الاتحاد أصلاً، وأبرزهم رفقي بدوي ومرعي مدكور وأحمد سويلم وعبد العال الحمامصي. وما حصل هو أن هؤلاء راحوا ضحية تحالف تيارين، وصف الأول بأنه يضم «مثقفي اليسار»، وقيل إن الشاعر والناقد علاء عبدالهادي هو الذي يتزعمه على رغم أنه لا يخوض انتخابات التجديد النصفي. أما التيار الثاني فوصف بأنه يضم من لهم علاقات واسعة بالكتل الانتخابية خارج القاهرة، وعلى رأسه الشاعر والصحافي حزين عمر الذي جاء ترتيبه ثانياً في عدد الأصوات بعد سلماوي الفائز ب 561 صوتاً، من أصل 636 صوتاً صحيحاً، بينما فاز حزين ب355 صوتاً. وفي ظل ما يتردد حول أن أكثر من نصف الأعضاء الذين لم يخوضوا انتخابات التجديد النصفي ليسوا تحت راية سلماوي، في حين ينتظر الباقون الجواد الربح ليراهنوا عليه، فإن معظم المؤشرات تذهب إلى أن سلماوي لن يخوض انتخابات هادئة على الرئاسة، وقد يفتقد إلى وجود «رجاله» في مناصب نائب الرئيس وأمانة الصندوق وسكرتارية الاتحاد، إضافة إلى أمانة لجان مهمة كالعلاقات الخارجية التي شهدت فاعلية غير مسبوقة عقب انتقال مقر اتحاد الكتاب العرب إلى مصر. ويمكن القول إن هذه الانتخابات هي واحدة من أكثر الانتخابات حيوية ونزاهة، وقد لا تكون المرة الأولى التي يتنافس فيها ما يقارب سبعين مرشحاً على 15 مقعداً، لكنها شهدت خروج أكبر عدد ممن استراحوا كثيراً على كراسي مجلس الإدارة. ويذهب الكثيرون إلى أن الرغبة في التغيير هي التي كانت وراء حضور الأدباء في ما يشبه التظاهر أمام «مسرح السلام» في وسط القاهرة حيث أجريت الانتخابات. ويعدّ هذا التغيير محاولة جادة للتخلص من هيمنة وزارة الثقافة. ومع أن الجميع يُقر بمجهودات سلماوي - في العلن - لتوفير أكبر قدر من الموارد، غير أن عدداً كبيراً من الذين يتشكل منهم المجلس الحالي يرون أن هذه الموارد كانت ستأتي سواءً كان سلماوي أو غيره على رأس الاتحاد، خصوصاً في ظل سعي الحكومة المصرية الى أن يكون مقر اتحاد الأدباء والكتاب العرب في مصر، لكن ذلك لم يمنعهم من وضع اسم سلماوي على رأس أي من القوائم التي وزعت أثناء العملية الانتخابية، كي لا يتشكك من لهم حق التصويت في أن هذه القوائم تسعى لضرب أناس بعينهم. وفي أثناء ذلك أعلن سلماوي أنه مرشح مستقل، وليست له قائمة.