دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى الحفاظ على الأقليات، وإشراكها في السياسة والادارة. وقال في اختتام زيارته الرسمية لرومانيا أمس والتي غادرها متوجهاً الى تشيخيا في زيارة دولة، انه يتطلع الى علاقات مميزة مع رومانيا، والسعي لإزالة المعوقات التي تحول دون تطويرها على المستويين الاقتصادي والتجاري، لافتاً الى «تميز لبنان بمتانة وحيوية نظامه المصرفي والمالي، ومقدرته على جذب الاستثمار بفعل الاستقرار الذي يتمتع به». وكان سليمان حضر الجلسة الافتتاحية لمنتدى رجال الاعمال الذي نظمته غرفة التجارة في رومانيا، وقال ان «منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط تشهد متغيرات وأحداثاً لا تزال نتائجها غير واضحة. واستطعنا أن نبرهن للعالم إمكانات لبنان في مواجهة الأزمات والصعاب. فبالجهد والعمل الدؤوب والسياسة الاقتصادية والمالية الحكيمة، استطعنا أن نحافظ على الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي». ولفت الى «الصمود الملحوظ للمصارف اللبنانية التي حافظت على نشاطها حتى في أحلك الظروف المحلية والخارجية»، والى أن «الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان لعب دوراً أساسياً في تدعيم الاقتصاد ونموه وجذب الاستثمارات التي وصلت الى 4,9 بليون دولار في العام 2011». وأكد أن «الديمومة الاقتصادية قابلة لأن تستمر في الحقبة المقبلة مع استمرار الاستقرار الأمني والسياسي، وبخاصة في ظل المناخ الديموقراطي الذي بدأت تهب رياحه في المنطقة العربية». وكان رئيس غرفة التجارة الرومانية مخائيل فلاسوف نوّه بأن لبنان هو أول مستثمر أجنبي في رومانيا في أكثر من ثلاثة آلاف شركة. وزار سليمان بطريرك رومانيا دانيال في مقر البطريركية الارثوذكسية في بوخارست، واستعرض معه شؤوناً تهم الطائفة والأقليات في الشرق الاوسط. ورداً على أسئلة الصحافيين، شدد سليمان على ضرورة أن « تعمل الدول العربية على الحفاظ على هذه الاقليات، لانها ثروة كبيرة في الشرق الاوسط والدول العربية، وان تعمل على اشراكها في السياسة والادارة، وليس بناء لعدد الاصوات التي يمكن ان تحوزها، لكن عبر وضع حد ادنى من التمثيل لهذه الطوائف». وعن رؤية المرجعيات الدينية الغربية لوضع المسيحيين في الشرق الاوسط، أجاب سليمان: «الاهتمام موجود، وهناك الاهتمام السياسي خصوصا عندما يفهمون وضعية الاقليات التي هي ليست فقط اقليات مسيحية، وهذه المشكلة ليست موجودة في لبنان. نحن في لبنان جميعنا اقليات مرتبطة بميثاق واحد مثالي يصلح ان يكون نموذجاً للحياة الديموقراطية الجديدة بعد بضع سنوات». ومساء أول من أمس، أكد سليمان أمام الجالية اللبنانية في بوخارست أن «اسرائيل لن تكون على الخريطة، خريطة الانفتاح والتعدد، لأنها دولة عنصرية تزيل كل معالم الطوائف الأخرى، في حين أن لبنان ينفتح أكثر فأكثر». السنيورة يتحاور مع 20 سفيراً أوروبياً وفي بيروت، أجرى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة حواراً حول الأوضاع في لبنان مع 20 سفيراً أوروبياً دعاهم إلى «بيت الوسط»، وتقدمتهم رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفيرة أنجلينا إيخهورست التي أوضحت في تصريح أن البحث تطرق إلى «الوضع في المنطقة، وكيف يمكن أوروبا أن تقوّم الوضع في شكل أفضل، لا سيما بالنسبة إلى الأزمة في سورية ودول أخرى، وحصل نقاش جيد وحوار مفتوح بيننا». وشارك في اللقاء سفراء دول أستراليا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وتشيخيا والدنمارك وأستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وهنغاريا وإيطاليا وهولندا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا والسويد. ووصفت الديبلوماسية الأوروبية المحادثات ب «الجيدة جداً وناقشنا الوضع في لبنان، إضافة إلى التطورات الراهنة، وضرورة إجراء الإصلاح في لبنان، والمجالات التي علينا كاتحاد أوروبي أن نركز عليها في شكل أساسي، وشكرنا له التزامه المتواصل بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، منذ الحكومات التي ترأسها، وهو كان دائماً ممن يشجعون الإصلاحات، سواء على المستوى السياسي أم الاجتماعي والاقتصادي، ولدينا الكثير من القيم المشتركة والتي ناقشناها اليوم معاً».