أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «موقف لبنان كان دائماً لمصلحة الإجماع العربي وملتزمون قرارات الجامعة»، فيما شدد نظيره الروماني ترايان باسيسكو على أن «الرئيس الذي يطلق النار على شعبه مهما تمتع من سلطة لا سبيل لبقائه». وكان سليمان عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع باسيسكو بعد محادثات اجرياها في بوخارست وأشار باسيسكو إلى «حضور رجال الأعمال اللبنانيين في رومانيا، واستثمارهم اكثر من بليوني يورو»، مؤكداً أن «لبنان يحتل المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في بلاده». وأعلن أن المحادثات مع سليمان تركزت على الوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية ومصر كما جرى بحث نقاط تتعلق بإيران. وقال: «شكرته على الدعم الذي تمنحه السلطات اللبنانية للرومانيين الذين يعودون من سورية وخصوصاً الموجودين في مدينة حمص. كما أكدت استعداد رومانيا للمساهمة في استقرار لبنان الذي يعتبر حيوياً لاستقرار المنطقة». وأضاف: «أكدت له استعداد رومانيا لتعزيز القدرات القتالية للجيش اللبناني وزيادة عدد المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين وفقاً لأولويات التربية التي تعتمدها الحكومة اللبنانية حالياً. واستعدادنا أيضاً لإعداد الضباط اللبنانيين في الأكاديمية العسكرية الرومانية وكذلك المختصين للتدخل في حالات الطوارئ». وقال سليمان: «استعرضنا تطور الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي في ضوء ما تشهده المنطقة العربية من تحولات تاريخية وما يواجهه العالم من توترات وتحديات ومنها ما هو ناجم عن الأزمة المالية العالمية. وشكرت له مواقف رومانيا المؤيدة للبنان وسيادته واستقلاله. وطلبت منه إمكانية المشاركة في قوات يونيفيل اضافة إلى إلزام إسرائيل تطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته». وتابع: «شددنا على أهمية الديبلوماسية تفادياً لحصول النزاعات وضرورة إيجاد حل سلمي لهذه النزاعات في حال نشوبها وإعادة إحياء عملية السلام وإيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي - الإسرائيلي على قاعدة المبادرة العربية». وأشار إلى أن البحث تناول «أفضل السبل لإنجاح المساعي الآيلة للانتقال من مرحلة الديكتاتورية إلى الديموقراطية، في ضوء الخبرة التي اكتسبتها رومانيا في هذا المجال». وقال: «تم التركيز على أهمية العبور إلى أنظمة تعبر عن رأي الشعب وتحترم الكرامة الإنسانية وتأكيد رفض لبنان أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، كذلك اتفقنا على ضرورة التنسيق لمواجهة خطر الإرهاب الذي لا يزال يتهدد العالم وعلى إبداء حرص خاص ليتم التوصل إلى حل سياسي ومتوافق عليه للأزمة السورية في اقرب وقت وفي شكل عام». وزاد: «تم التشديد على أهمية التمسك بالديموقراطية كسبيل أمثل لتحقيق التداول الدوري للسلطة، وتم إيلاء اهتمام خاص لسبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي والتقني بين لبنان ورومانيا وتشجيع الاستثمار المتبادل، علماً أن لبنان يستعد لمباشرة التحضيرات لأعمال التنقيب عن ثروات النفط والغاز التي تختزنها أراضيه البحرية». وجرى توقيع مذكرة تعاون بين وزارتي خارجيتي البلدين. حوار صحافي وعما إذا كانت رومانيا تؤيد العقوبات على سورية والمطالبة الأوروبية بتنحي الرئيس بشار الأسد، قال باسيسكو: «رومانيا متضامنة مع مطالب الاتحاد الأوروبي، وأي موقف يتخذه هو موقف ساهمت رومانيا في وضعه، ولكن علي أن أقول أن أي سلاح وأي دعم مسلح بين المواطنين والجيش هو نزاع تتحمل الحكومة المعنية المسؤولية عنه. وانطلاقاً من تاريخ رومانيا، مهما تمتع رئيس لدولة من سلطة، فعندما يطلق الجيش النار على الشعب فلا سبيل لبقاء الرئيس في السلطة. أنا اعرف الوضع في سورية، الرئيس الأسد لا يزال يتمتع بقدر من الشعبية في سورية موالية له، ولكن يبقى المبدأ أن الرئيس الذي يطلق النار على شعبه لا يمكن أن يبقى في السلطة، هكذا الحياة». أما سليمان فأكد «أن لبنان سيحضر اجتماع القمة العربية في بغداد وسيتخذ الموقف المناسب وفق القرارات المتخذة بما فيه مصالح لبنان وسورية والتضامن العربي». وقال: «موقف لبنان كان دائماً لمصلحة الإجماع العربي». وأعلن سليمان «أن الحوار مع الدول التي تعاني من المشاكل هو أفضل طريقة للوصول إلى النتيجة المرجوة»، وقال: «طالبنا السلطات السورية بالتجاوب مع المبادرة العربية الأولى لتحقيق الديموقراطية وتحقيق آمال ومطالب الشعب السوري، وفي الوقت نفسه مهما كان رأي لبنان في الجامعة العربية فهو يلتزم قراراتها بشكل دائم وما حضوره الاجتماعات إلا اكبر دليل على التزامه قراراتها». وأكد «أن لبنان يستمر في أداء دوره كرسالة حوار بين المجتمعات انسجاماً مع طبيعته وتركيبة الشعب، ومرتكزها الأساسي الحوار. من هنا كان كلامي لإعادة سورية إلى حضن الجامعة العربية وهذا ما عملنا له سابقاً وسنبقى نعمل له لاحقاً».