قبل أربعة أيام من الانتخابات الاشتراعية في إيران، تتنافس القوائم الانتخابية علي كسب أصوات الناخبين، خصوصاً المترددين منهم، من خلال تبنّي كلّ منها شعاراً انتخابياً ينسجم مع توجهها السياسي، ويتلاءم مع اهتمامات الناخبين. ورفعت «الجبهة المتحدة للأصوليين» شعار «العدالة والتقدم في ظل ولاية الفقيه»، فيما شعار القائمة المنافسة، «جبهة استقامة الثورة الاسلامية»، هو «الاستقامة هي الحل، أمس 3 تير واليوم جبهة الاستقامة»، وذلك في إشارة الي انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. أما الأصوليون المعارضون للحكومة، في قائمة «صوت الشعب» التي يرأسها النائب المحافظ البارز علي مطهري، فاختاروا لقائمتهم شعار «صوت الشعب، بيت الشعب»، فيما اختارت «الجبهة الشعبية للإصلاحات» شعار «التمسك بولاية الفقيه التقدم والعدالة». أما القوائم الفرعية فاختارت شعارات لا تخرج في مضمونها عن تلك السابقة، مع تغيير في المصطلحات، والتي تركّز في مجملها علي العدالة الاجتماعية والتقدم والتنمية. وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع «تابناك» أن غالبية المقترعين تؤيد شعار احترام القانون وحقوق الشعب وحرية الرأي، علي حساب شعارات أخري أكدت الأصولية والإصلاحيات الشعبية. وشدد صولت مرتضوي، رئيس اللجنة الانتخابية التابعة لوزارة الداخلية، علي منع استغلال الاذاعة والتلفزيون وصلاة الجمعة ووسائل الإعلام الرسمية، لأغراض الدعاية الانتخابية، فيما أفتي مرجع ديني بعدم جواز صرف «الخمس الشرعي» علي الدعاية الانتخابية، بعد معلومات أفادت بأن وزير الداخلية السابق صادق محصولي، المقرّب من نجاد، منح «جبهة الاستقامة» نحو 240 ألف دولار لاستغلالها في الدعاية الانتخابية. لاريجاني في غضون ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشوري (البرلمان) علي لاريجاني المرشح عن محافظة قم، أن من شأن المشاركة الشعبية الكثيفة في الاقتراع «إحباط خطط الأعداء ورفع مستوي إيران في المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الظروف الدولية والإقليمية»، داعياً إلي الوحدة الوطنية. ورأى أن الانتخابات «تحمل رسائل كثيرة، داخلياً ودولياً»، محملاً حكومة نجاد مسؤولية «تعطيل قوانين كثيرة صادق عليها البرلمان». وفيما أبدي إصلاحيون، مثل محسن هاشمي، نجل رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني، وعبدالواحد موسوي لاري، وزير الداخلية خلال عهد الرئيس محمد خاتمي، رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات، أكد محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس خاتمي، امتناعه عن الاقتراع، لافتاً الى عدم رضاه عن جميع القوائم. الى ذلك، حضّ عبدالغني رئيسي، مفتي أهل السنّة في جنوب محافظة سيستان بلوشستان، أبناء الطائفة في المحافظة على المشاركة في الانتخابات «التي تُعتبر تكليفاً شرعياً ودينياً»، معتبراً أن الاقتراع هذه السنة يختلف عن السنوات السابقة، ل «مواجهة الضغوط الاقتصادية وتأكيد وقوف المواطنين الي جانب النظام».