(شرق) (رويترز) - اعتذر الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس عن احراق مصاحف في قاعدة للجيش الامريكي بأفغانستان في الوقت الذي سعى فيه البيت الابيض الى تهدئة الغضب المتزايد بين الافغان والتصدي لانتقادات الجمهوريين في الداخل. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الامريكية ان اوباما اعتذر في رسالة أرسلها الى نظيره الافغاني حامد كرزاي عن الحادث الذي تكشف بعد ان عثر عمال افغان على مصاحف محترقة في قاعدة عسكرية قرب كابول. واضاف كارني ان الحادث الذي فجر احتجاجات غاضبة ضد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وكشف الجفاء بين كثير من الافغان والقوات الاجنبية التي تقاتل طالبان منذ نحو عقد لم يكن مقصودا. وبينما قال كارني ان الاعتذار "مناسب تماما مع الاخذ في الاعتبار الحساسيات المتعلقة بالامر" بشأن معاملة القران قال ان الاولوية بالنسبة لاوباما هي "سلامة الرجال والنساء الامريكيين بجيشنا في افغانستان والمدنيين هناك." وقد يصعب احراق المصاحف مهمة القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في كسب قلوب وعقول الافغان واقناع طالبان بالجلوس الى مائدة التفاوض قبل انسحاب القوات المقاتلة الاجنبية بحلول نهاية 2014. وقال متحدث باسم القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان يوم الاربعاء ان القوات التي شاركت في حرق المصاحف كان يجب ان تعود الى المستشارين الثقافيين لمعرفة كيفية التخلص من المواد الدينية بشكل ملائم. وذكر مسؤول امريكي ان المواد نقلت من مركز احتجاز عسكري بسبب مخاوف من ان بعضها متطرف ويستخدم لنقل رسائل بين المسجونين. وتصاعد غضب الافغان هذا الاسبوع وحثت طالبان الافغان على استهداف القواعد العسكرية الاجنبية وقتل غربيين انتقاما لحرق المصاحف في قاعدة باجرام القريبة من كابول يوم الثلاثاء. وأكد حلف شمال الاطلسي ان رجلا يرتدي زي الجيش الافغاني قتل اثنين من جنوده في شرق أفغانستان يوم الخميس لكنه امتنع عن قول ان كان اطلاق الرصاص له علاقة بالاحتجاجات. وقال تومي فيتور وهو متحدث باسم البيت الابيض "عبر الرئيس أيضا في الخطاب الذي سلمه السفير (ريان) كروكر بعد ظهر اليوم في كابول عن أسفنا واعتذارنا عن الواقعة التي اسيء فيها التعامل مع مواد دينية دون قصد في قاعدة باجرام الجوية."