على رغم ارتفاع أسعار الأراضي في حيي المونسية وقرطبة، وعلى رغم موقعهما المميز على طريق الدمام السريع، إلا أن هذين الحيين ما زالا يفتقران إلى الكثير من الخدمات، التي لا غنى لأي شخص عنها. اللوم الشديد الذي وجهه كل من التقتهم «الحياة» من السكان شمل الكثير من الوزارات والإدارات الحكومية، مبررين موقفهم بأن الحيين يفتقدان إلى مدارس بنين وبنات ومركز صحي، كما يخلوان من مدخل ومخرج رئيسي، أسوة بالأحياء الأخرى. ولا تتوقف معاناة الحيين عند المدارس أو المركز الصحي أو المدخل الرئيسي، إنما يعانيان من سوء سفلتة الشوارع وافتقار معظمها إلى الإضاءة والنظافة، إضافة إلى عدم وجود دوريات المرور، وهو ما انعكس في كثرة المفحطين، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولا يخفي أبو بدر العجمي امتعاضه من قلة معظم الخدمات وسوء المتوافر منها، موضحاً: «آلاف الأسر تقطن قرطبة والمونسية، وبالنسبة إلي كل شيء مقبول ما عدا عدم توافر المدارس والمراكز الصحية». ويضيف: «اشتريت المنزل الذي أسكنه بمبلغ يفوق المليون ريال قبل سنوات، وحقيقة ندمت أشد الندم على السكن هنا، واستغرب موقف الأمانات والبلديات، فهي لا تطور خدماتها ومع ذلك تسمح ببيع الأراضي والبناء فيها». ويتابع أبو بدر: «أكثر ما يعانيه الأهالي هو الوصول إلى المنازل، نتيجة عدم وجود مداخل واسعة، فالمداخل المتوافرة هي شوارع فرعية ضيقة تكثر فيها الحفر والمطبات، وسيكون الوضع أسوأ إن لم يتم تدارك الأمر مبكراً». ويؤكد سعد عبدالله أنه وقعت حادثة مرورية مروعة في أحد شوارع الحي لأسرة مكونة من سبعة أشخاص، لافتاً إلى أن الموجودين بالقرب من الحادثة حاولوا إسعافهم، ولكن لعدم وجود مركز صحي قريب منهم تأخر إسعافهم. ويضيف: «يوجد مستشفى خاص في أحد الأحياء المجاورة، وهناك عدد كبير من سكان الحي لا يستطيعون دفع نفقة العلاج، ما جعل المراجعين يتكدسون في هذا المركز، وبالتالي قلل من فاعليته وأرهق العاملين فيه». ويستغرب سعد من استمرار النقص في الخدمات، على رغم مرور أكثر من 7 أعوام على تقاطر الناس للسكنى فيه.