على رغم أن حي قرطبة يقع في شمال غربي مدينة الرياض وعلى طريق الدمام، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من جهات حكومية عدة، إذ يفتقد إلى مركز صحي يخدم سكانه، ومدخل ومخرج رئيسي للحي، أسوة بالأحياء الأخرى. ولا تتوقف إشكالات حي قرطبة عند المركز الصحي أو المدخل الرئيسي للحي، إنما يعاني من سوء الطرقات، التي ينقصها الإضاءة والنظافة، إضافة إلى أن سكان الحي يشتكون مراراً وتكراراً من كثرة المفحطين، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع. وقال عيد المطيري ل «الحياة»: «حي قرطبة الذي نسكنه يعاني من قلة مشاريع وزارتي النقل، والصحة، إذ لا يوجد خدمات للرعاية الصحية، وأكثر ما نعانيه في الوصول إلى منازلنا، نتيجة الزحام أثناء المباريات الكروية، كون مدخل حينا مرتبط بأستاد الملك فهد الدولية». وذكر فلاح آل طامي أنه وقعت حادثة مرورية مروعة في أحد شوارع الحي لأسرة مكونة من سبعة أشخاص لم تستطع سيارة الإسعاف الدخول للحي، وإنقاذهم، بسبب زحام السيارات، ما اضطرهم إلى إرسال طائرة إخلاء طبي، لافتاً إلى أن المتواجدين بالقرب من الحادثة حاولوا إسعافهم، لكنه لا يوجد مركز صحي قريب منهم. وأضاف أنه يوجد مستشفى خاص في أحد الأحياء المجاورة، وهناك عدد كبير من سكان الحي لا يستطيعون دفع نفقة العلاج. ولفت عاتق البقمي إلى سكن حي قرطبة منذ سبعة أعوام، إذ لا يزال ينقصه مرافق خدمية منها مراكز صحية، وطرق ومخارج تخدم الحي، مشيراً إلى أنه يفكر في عرض منزله للإيجار، والانتقال إلى حي يعج بالخدمات. من جانبه، أوضح عضو المجلس البلدي في منطقة الرياض الدكتور عبدالعزيز العمري ل «الحياة» أنه من حق الأحياء توفير الخدمات الضرورية لها، والمجلس لا يملك حيالها سوى الرفع إلى الجهات المختصة، والمطالبة بوجودها في الحي. وعن توفير مدخل رئيس للحي، قال: «كما تعلمون أن هذه الأحياء على طريق الدمام السريع، وبالتالي أرى أن يرفع طلب من أهلها بتوفير مخارج خاصة، لأنها ستكون من الأرجح جسور ذات كلفة عالية، وقد يكون بعضها قيد الدرس، وهذا لا يمنع من التذكير بضرورتها». بدوره، شدد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الرميح ل «الحياة» على أن توافر جميع الخدمات في الأحياء السكنية مطلب مهم للمواطنين، لتحقق إشباع احتياجاتهم الضرورية، إذ إن هذه الخدمات توفر راحة لهم، خصوصاً الخدمات الأساسية مثل المستشفيات، لافتاً إلى أن وجودها يجعل الحي قائماً.