بدأت الغالبية البرلمانية المعارضة (35 نائباً من اصل 50) في مجلس الامة (البرلمان) تنفيذ اجندتها التي قررتها في اجتماعها قبل ايام وأعلنت من خلالها جملة من الأولويات، ومنها التحقيق في تجاوزات مالية قالت إنها ارتُكبت في ظل الحكومة السابقة التي كان يرأسها الشيخ ناصر محمد الأحمد الذي ضغطت المعارضة ونجحت في إبعاده من منصبه. وقرر البرلمان أمس تشكيل لجنة تحقيق بقيادة النائب فيصل المسلم للنظر في ايداعات مصرفية مشبوهة بملايين الدنانير كانت مصارف أبلغت عنها قبل شهور وتمت احالة 14 نائباً سابقاً بسببها على النيابة العامة. وكان النائب مسلم البراك كشف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن تفاصيل هذه الإيداعات، وبالتواريخ والارقام، وزعم أنها رشاوى قدمت من رئيس الحكومة السابق الى نواب مقابل مساعدته على تجاوز أكثر من طرح بالثقة في حقه خلال سلسلة من الاستجوابات تعرض لها. كما قرر المجلس تكليف مسلم البراك رئاسة لجنة تحقيق في مصير 70 مليون دينار (ربع بليون دولار) تم تحويلها من البنك المركزي الى سفارات كويتية غالبيتها في اوروبا الغربية، لمصلحة اطراف غامضة، لكن البراك قال انها حُوِّلت بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد خلال سنوات توليه لهذا المنصب بين 2006 و2011. وكان الكشف عن هذه التحويلات وراء تقديم وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح استقالته العام الماضي، كذلك تردد ان استقالة محافظ البنك المركزي الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح التي لم يُبت بها حتى الآن، تأتي على خلفية هذه التحويلات. وقرر مجلس الأمة تخصيص قسم من جلسة اليوم الاربعاء للتضامن مع ثورة الشعب السوري، ووقّع 32 نائباً طلباً بهذا الخصوص بينما وقع سجال في جلسة الأمس حول هذا الملف، اذ أعلن نواب شيعة اعتراضهم على كلمة افتتاح البرلمان قبل اسبوعين، التي دانت نظام الرئيس بشار الأسد بينما أيدت الغالبية السنية ذلك. وكان النائب السلفي خالد السلطان، الذي شغل موقع «رئيس السن» خلال جلسة افتتاح المجلس في الخامس عشر من الشهر الجاري، تناول في كلمته الشأن السوري، فدان المجازر التي يرتكبها نظام بشار ضد الشعب السوري» وأكد «تضامن الشعب الكويتي مع شقيقه السوري». وقال النائب الشيعي عدنان عبدالصمد أمس، إن هذه الكلمة «لا تعبّر عن الشعب الكويتي أو مجلس الأمة، بل عن قائلها فقط»، في حين ذكّر زميله النائب عبدالحميد دشتي بموقف «سورية المساند لتحرير الكويت من الغزو العراقي»، معتبراً ان الرئيس بشار «يقود المقاومة ضد الصهيونية في المنطقة». ومن المتوقع ان يصدر البرلمان ذو الغالبية الاسلامية السنية، بياناً اليوم لمصلحة الثورة ودعمها، خصوصاً ان الموقف الرسمي الكويتي صار أكثر حسماً في نقد النظام السوري. وأشار مندوب الكويت الدائم لدى الاممالمتحدة في جنيف السفير ضرار رزوقي أمس، الى «وقوع انتهاكات مستمرة واسعة ومنهجية لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين، وأن السلطات السورية فشلت في حماية مواطنيها».