بغداد - أ ف ب - طلب رئيس البرلمان العراقي من النواب التخلي عن شراء سيارات مصفحة، بعدما اثارت هذه المسالة انتقادات في الشارع ومن قيادات دينية وسياسية. وقال اسامة النجيفي في بيان: «رجائي ان تتخلوا عن هذا الحق الدستوري ومناقلة امواله لأبواب أكثر أهمية وحيوية للمجتمع والوطن». ودعا الى «تأجيل اتخاذ هذا القرار الى وقت يكون الشعب فيه أكثر تفهماً لعملكم الشاق». وأوضح ان طلبه «استجابة لما تناهى الى مسامعنا من تحفظ الرأي الشعبي والفعاليات المجتمعية العامة والخاصة إزاء ما يعتبرونه فائضاً من رفاه يتمتع به النواب». وقال ان العراقيين ينظرون الى هذا الفائض على انه «يوسع الفجوة بين الشعب وممثليه ويستفز الفقراء والمحتاجين والمرضى والعاطلين عن العمل والايتام الذين لا يهنأون بعشاء اذا حصلوا على الغداء في بلد النفط». وصوت البرلمان بالغالبية المطلقة الخميس على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب البالغ عددهم 325 بقيمة 60 بليون دينار (نحو خمسين مليون دولار)، من دون اي اعتراض او مناقشة. وسعت معظم الكتل النيابية الى النأي بنفسها عن هذا التصويت وإلقاء اللوم على الكتل الاخرى إثر بروز الانتقادات. وجاءت عملية التصويت على القرار في اليوم ذاته الذي أقرت فيه الموازنة الاتحادية بقيمة 100 بليون دولار، وقتل وأصيب العشرات في سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة في العراق. ويعاني العراق، ثالث اغنى دول العالم بالنفط، منذ اجتياحه عام 2003 على أيدي القوات الاميركية، من اعمال عنف شبه يومية ومن نقص كبير في الخدمات الاساسية، مثل الكهرباء والمياه النظيفة. ويعتبر العراق من اكثر دول العالم فساداً، وقد احتل المرتبة ال 175 من بين 182 دولة في مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية للعام 2011.