أصدر الرئيس بشار الأسد امس مرسوماً قضى بنشر الدستور السوري الجديد في الجريدة الرسمية، ما يعني انه اصبح نافذاً اعتباراً من يوم الإثنين الماضي. وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار، أعلن اول امس ان مشروع الدستور الجديد حظي بموافقة 89.4 في المئة من الذين شاركوا في الاستفتاء، البالغة نسبتهم 57.4 في المئة من نحو 14.6 مليون يحق لهم الاقتراع، ذلك من اصل 23 مليون سوري. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن الأسد اصدر مرسوماً رقم 94 للعام الجاري، قضى في ان « ينشر في الجريدة الرسمية دستور الجمهورية العربية السورية الذي اقره الشعب بالاستفتاء ليعتبر نافذا من تاريخ 27 شباط (فبراير) الماضي». وكان الاسد اصدر في 15 الشهر الماضي مرسوماً دعا فيه المواطنين الى الاستفتاء على مشروع الدستور يوم الاحد الماضي، ثم اعلن وزير الداخلية نتائج الاستفتاء بقرار يوم اول امس. واعتمد الدستور الجديد مبدأ «التعددية السياسية» بدلاً من المادة الثامنة في الدستور السابق للعام 1973، ونصت على ان حزب «البعث» هو القائد في المجتمع والدولة. كما تضمن الدستور الجديد تحديد ولاية رئيس الجمهورية بسبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويتوقع ان يعقد «البعث» مؤتمره القطري الحادي عشر في منتصف الشهر الجاري قبل اجراء انتخابات لمجلس الشعب (البرلمان) وتشكيل حكومة جديدة. الى ذلك، كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية أنه بموافقة أغلبية المستفتين على مشروع الدستور، تكون سورية «استكملت الإطار الدستوري والقانوني لمشروع الإصلاح الشامل الذي أطلقه الرئيس الأسد، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التحضير للاستحقاقات الديموقراطية، التي ستجعل من سورية نموذجاً ديموقراطياً غير مسبوق في المنطقة العربية». وزادت انه «بقدر ما تضيف موافقة أغلبية السوريين على مشروع الدستور من نجاح الى رصيد المشروع الإصلاحي وجهودهم في معالجة الأزمة داخلياً، تضيف الى سجل هزائم بعض الأنظمة العربية والغربية هزيمة جديدة في سعيها الى تدمير سوريا وإفقادها دورها التاريخي حيال القضايا العربية والإقليمية». وبعدما اشارت الى اختلاف ردود الفعل الخارجية ازاء عملية الاستفتاء، اوضحت ان «الدول الحريصة على سوريا وحل أزمتها داخليا وبشكل سياسي، دعمت الخطوة وأيدتها، أما الدول المتورطة في تأجيج الأحداث، عبر تشجيعها المعارضة على رفض الحوار، وفي دعم المجموعات المسلحة، فكان موقفها عبارة عن حفلة متوقعة من الردح والتهديد بالتصعيد». من جهتها، كتبت صحيفة «البعث» ان «نجاح الاستفتاء على مشروع الدستور نجاح لسورية الوطن وليس لحزب أو حكومة أو تيار سياسي كما يُريد البعض تسويقه، فالوثيقة السياسية والقانونية الأهم في كل دولة، تطوي اليوم في سورية صفحة مهمة من تاريخها السياسي وتفتح الأبواب مشرعة أمام مرحلة غنية بالتنافس السياسي وتوطيد مفهوم الحريات والواجبات، وصولاً الى المواطنة الكاملة».