يعود الممثل اللبناني يورغو شلهوب بزخم الى الدراما التلفزيونية بعد فترة غياب، إذ ينهي تصوير دوره في مسلسل «الأرملة والشيطان» (من كتابة مروان العبد وإنتاج وإخراج إيلي معلوف) الذي من المفترض أن يُعرَض على شاشة ال «أل بي سي» في 21 الشهر الجاري. كما يتحضّر للبدء بتصوير مسلسل «عندما يبكي التراب» (من كتابة طوني شمعون ومن إنتاج وإخراج إيلي معلوف). عن هذا التعاون الجديد مع شركة «فينيكس بيكتشرز» والمخرج إيلي معلوف يعلن شلهوب أنّ الإتصال كان موجوداً دائماً بينهما ولكن لم يصادف أن تمّ الاتفاق على عملٍ في السابق، لسببٍ أو لآخر، «لكن النية في التعاون لم تغب حتّى اكتملت كل العناصر التي تسمح بأن نلتقي». يورغو شلهوب يطل حالياً في مسلسل «علقة بالعلية» الذي تعرضه محطة «أم تي في» والذي لم يلقَ النجاح الجماهيري المنتَظَر، وكان قد شارك في مسلسل «جازة بالإجازة» الذي بدوره لم يحظَ بنسبة مشاهدة كبيرة، فهل يمكن أن يكون قد بدأ يفقد حاسته المهنية التي تخوّله اختيار الأعمال الناجحة، هو الحريص جداً في الاختيار؟ يسارع إلى القول: «بل صارت هذه الحاسة أقوى عندي»! ويشرح أنّ هذين العملين اختارهما بدقة، لكنّ ظروفاً منعت وصولهما إلى نجاحٍ أكبر. «علقة بالعلية» كان بإمكانه أن يكون أفضل، بحسب يورغو، ولكن المصاعب التي واجهت المنتج المنفّذ رامز الحاج كانت كثيرة بخاصة أنّه كان يعيش في كندا طيلة أعوام طويلة ولم يكن قد اعتاد بعد على طريقة عمل بعض الأشخاص الذين يَعِدون ولا يَفون بوعودهم. وبعد تشديده على أنّه لم يندم على مشاركته في «علقة بالعلية» نسأل شلهوب: علامَ ندمت؟ يقول إنّه ندم لأنّه لم يتدخّل أكثر في تفاصيل هذا المسلسل، «لكن يكفيني أن أكون قد تعرّفت إلى الكاتب والمنتج عبودي الملاح وإلى رامز الحاج لأنهما يتمتّعان بإحتراف عالٍ وبأخلاقٍ مميزة». أمّا عن مسلسل «جازة بالإجازة» فيقول إنّه وافق عليه بعدما قرأ الحلقة الأولى ولكن قلة حلقاته لم تسمح بأن يأخذ الوقت الكافي ليراه عدد أكبر من المشاهدين. ثقة الجمهور العربي هل يمكن الاعتبار أنّ عودة يورغو شلهوب بزخم إلى الشاشة هو بمثابة إعلان عن رأيٍ إيجابي بوضع الدراما اللبنانية؟ يفاجئنا بجوابه «أبداً»، معتبراً أنّ وضع الدراما ما زال كما كان دوماً، «فالدراما لم تكن يوماً سيئة بالمطلق أو جيدة بالمطلق»! ويتمنّى شلهوب أن تزداد نسبة الأعمال الناجحة كي تعادل على الأقل نسبة الأعمال الفاشلة، علّها تساهم في زوال الفكرة المترسخة في عقول المشاهدين العرب أنّ الدراما اللبنانية سيئة. «العمل الذي يُرضي اللبنانيين لا بد من أن يُعجِب العرب» يقول يورغو، «ولكن علينا فقط أن نعيد ثقة الجمهور العربي بالدراما اللبنانية من خلال تقديم نسبة أكبر من الأعمال الناجحة». ويشير شلهوب الى أنّ الدراما لن تتحسّن في شكلٍ ملحوظ قبل أن يحل الشخص المناسب في المكان المناسب، «فليس كل مَن كتب سطرين كاتباً، وكلّ مَن وقف خلف الكاميرا مخرجاً، وكلّ مَن يحب الظهور أمام الكاميرا ممثلاً»! وينفعل يورغو عند كلامه عن الطريقة التي تُسنَد فيها الأدوار إلى بعض الأشخاص فيلعب ممثل دوراً أساسياً على رغم أنّه بالكاد يستحق أن يكون مع الكومبارس، أو ينال آخر دور البطولة لأنّه الوحيد الذي يرضى بالمردود المادي المتدنّي المخصص له. مراتب عالية ويرى شلهوب، إنّ الدراما اللبنانية يمكن أن تصل إلى مراتب عالية جداً إذا اهتمت بها محطات التلفزيون في شكلٍ لائق وتوقّفت عن استغلالها. «أليس هدف المحطات هو الربح بفضل الإعلانات؟ إنّ الدراما اللبنانية تثبت أنّها تحظى بنسبة عالية من المتابعة، بالتالي تأتي بإعلانات كثيرة، لذلك يجب على المحطات أن تستثمر فيها مبالغ أكبر كي تربح أكثر». يشبّه شلهوب طريقة عمل المحطات اللبنانية بشخصٍ يريد أن يربح اللوتو ولكن من دون أن يشتري الورقة، ويعتبر أنّ هذا الأسلوب في العمل لا يسمح بأن ننافس المسلسلات العربية بإنتاجاتها الضخمة، بالتالي سيبقى عدد المشاهدين محصوراً بعدد سكان لبنان بدل أن يصل إلى 80 مليون عربي. ويؤكّد شلهوب أنّ تحليله الموضوعي لأسباب الثغر وإمكان تفاديها، بدلاً من التمنّي والترجّي، يعود إلى كونه لاعباً أساسياً في هذا المجال وليس هاوياً يرغب بالمحاولة على سبيل الحشرية. ثمّ ينهي كلامه ب «مفاجأةٍ» يرفض الدخول في تفاصيلها قبل أن تصبح واقعية فيقول: «لن أكون محصوراً في هذه المهنة في مجال التمثيل فقط». وحين نسأل إن كان سيخوض تجربة الكتابة أو الإخراج أو الإنتاج يقول: «قد أخوضها كلّها، ولكن في الوقت المناسب».