أكد وزير العدل اللبناني أشرف ريفي من طرابلس ما كان زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، أعلنه في كلمة له أول من أمس. ونبه إلى أهمية «انتخاب رئيس للجمهورية لأن استمرار الفراغ يؤدي إلى فوضى دستورية وتفكك الدولة»، مشدداً على أن «المشاركة في الحكومة لا يمكن أن تكون تغطية لممارسات وجرائم يرتكبها «حزب الله» في سورية دفاعاً عن نظام مجرم». وشدد على أن «طرابلس كانت وستبقى سداً منيعاً بوجه مؤامرات التخريب، ولن نسمح لأحد، كائناً من يكون، أن يعبث بأمن المدينة خدمة لأجندات خاصة». وذكر بأن المشاركة في الحكومة كان ل «حماية لبنان من الفتنة. لا يمكن أن نقبل بالتفرج على حدودنا السائبة وهي تنتهك، وعلى العراضات الميليشياوية المسلحة وهي تضرب هيبة الدولة وقدسية قرارها، خصوصاً أننا نرى ذلك يحصل تحت عيون بعض القوى الأمنية والعسكرية والتي من مسؤوليتها وحدها ودون سواها ضبط الحدود بالاتجاهين وحماية لبنان». ورأى أن «اليوم كما في عام 2008، يتكرر سيناريو الفراغ نفسه، ومن عطل الانتخابات الرئاسية يومها، يعطل الانتخابات الرئاسية اليوم. تسببوا بفراغ يكاد أن يكون قاتلاً للوطن إذا استمر طويلاً». واعتبر وزير الاتصالات في الحكومة اللبنانية بطرس حرب أن ما ورد في كلمة الحريري «فتح مرحلة جديدة بعد طول الانتظار من خلال إطلاق مشاورات جديدة للتفتيش عن حل بديل، ما يشكل بنظري خطوة إلى الأمام، منطلقاً من الثوابت المنطلقة من الصيغة اللبنانية والحياة المشتركة بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، ومنطلقة من مبدأ المناصفة ومن الحفاظ على النظام السياسي في لبنان». وقال حرب بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان: «تداولنا في التطورات والعراقيل التي لا تزال تواجه الاستحقاق الرئاسي، وسنتعاون جميعاً للتوصل إلى حلول، وإلى مرشح رئاسي يؤمن بالمبادئ التي تقوم عليها الدولة الديموقراطية والسيادة ونكون خرجنا من مرحلة المراوحة ومن الحلقة المفرغة التي ندور فيها، والتي تجعل البلاد في حال خطر مستمر، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية الخطيرة التي تمر فيها». والتقى الراعي الأمين العام لمنظمة «انتربول» رونالد نوبل ورئيس مؤسسة «انتربول» إلياس المر وجرى عرض الوضع الذي تمر فيه المنطقة، لا سيما موضوع المنظمات المتطرفة ووضع المسيحيين في الشرق، لا سيما في العراق. وكان المر اكد بعد زيارة مطران بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عوده، إلى أنه «لا يجوز أن يبقى البلد من دون رئيس». ورد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي إبراهيم كنعان على كلام الحريري في ما يتعلق بمسألة انتخابات رئاسة الجمهورية، سائلاً: «لماذا ينظر البعض إلى احترام إرادة المسيحيين كمخالفة للدستور والطائف؟ فهل الطائف ضد الناس؟»، مؤكداً أن «المبادرة التي أطلقها (رئيس التكتل) ميشال عون بالعودة إلى الشعب هي لإحياء الشراكة والديموقراطية». وقال: «نحن لا نعطل، بل نقول إننا نريد الدولة الفعلية. بالأمس، وخلال الإفطار الرمضاني قال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إن رئاسة الجمهورية للموارنة والمسيحيين، ونقول إن الترجمة الفعلية لذلك تكون باحترام إرادة الموارنة والمسيحيين الذين اختاروا على مدى ثماني سنوات من خلال الانتخابات النيابية، ونحن على جاهزية لأي استفتاء. من هنا، كانت مبادرة عون بالعودة إلى الشعب لاحترام إرادته». ورأى أن «المرحلة ليست مرحلة محاصصة وصراع على الكراسي، بل مرحلة القول كفى للتهميش والضحك على الذقون، واعتبار المسيحيين كمية مهمشة. حان وقت استعادة الحقوق وبدأنا بهذه المسيرة وسنستمر». فحص: جمهور «حزب الله» محبط ودعا العلامة هاني فحص «حزب الله إلى أن يقوم ببناء مشروع سياسي في سورية وتعميمه على الساحات العربية كبديل لمشاركته في الحرب على سورية والدفاع عن النظام»، لافتاً في حوار مع إذاعة «صوت لبنان» إلى أن «جمهور الحزب في لبنان محبط وفي حيرة وحزن من أمره على خلفية ما يحصل اليوم مع الحزب في الساحات العربية وهذه الأصوات وصلت إلى القيادات في الحزب، متهماً أعداء الحزب بإقناعه بالمحاربة في سورية»، ومبدياً استعداده بأن «أكون جندياً لتقديم المشورة لأي حل قد يطرحه «حزب الله» للخروج من الأزمة».