لم يكن مقررا أن يعمل مضيف الخطوط الجوية الماليزية سانجيد سينغ على متن الرحلة المنكوبة "إم.إتش.17" لكنه بدّل جدول عمله مع زميل له، وقبلها بأشهر كانت زوجته وهي مضيفة أيضا بدّلت جدول عملها فتفادت الرحلة المنكوبة "إم.إتش. 370". هذه واحدة من مئات القصص المأساوية التي سببت حزنا في أنحاء ماليزيا كافة، اذ يجد كثيرون صعوبة في استيعاب الكارثتين اللتين لحقتا في البلاد وبخطوط طيرانها. ويعتقد مسؤولون أميركيون ان الرحلة "ام.إتش. 17" التي أقلعت من أمستردام في طريقها إلى كوالالمبور، أُسقطت فوق أوكرانيا على أيدي انفصاليين تدعمهم روسيا. وتناثرت الجثث على مدى أميال من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون قرب الحدود مع روسيا. وقتل كل من كانوا على متن الطائرة وعددهم 298، بينهم 192 شخصا من هولندا. واختفت طائرة الرحلة "ام.إتش. 370" في آذار (مارس) وعلى متنها 239 شخصا من الركاب والطاقم في طريقها إلى كوالالمبور من بكين في واحد من أكثر الألغاز المحيّرة في عالم الطيران. المضيف سانجيد سينغ واحدٌ من ضحايا الرحلة "ام.إتش. 17". وقال والده جيجار سينغ (71 عاما) لموقع "إنسايدر" الإخباري الماليزي على الإنترنت " أخبرنا في الآونة الأخيرة أنه بدّل جدول عمله مع زميل له لرحلة العودة من أمستردام إلى كوالالمبور"، مضيفاً " من عادة سانجيد ان يتصل بنا قبل التوجه إلى أي من رحلاته" وموضحاً "زوجة سانجيد نجت من كارثة الرحلة ام.إتش. 370 عندما بدلت جدول عملها مع زميلة أخرى في اللحظة الأخيرة". وعلى متن الرحلة أيضاً، فُقدت عائلة بأكملها عائدة إلى ماليزيا بعد أن أمضت ثلاثة أعوام في كازاخستان، وكان رب الأسرة تامبي جي (49 عاما) متلهفا للعودة إلى ماليزيا للاحتفال بعيد الفطر قبل ان يبدأ عملاً جديدا. وذكرت صحيفة "ذا ستار" ان زوجته أريزا غزالي (47 عاماً) على اطلاع بكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وقبل إقلاع الطائرة، نشرت أريزا صوراً على الإنترنت لحقائب العائلة. وقالت جميلة نورية أبو أنور (72 عاما) وهي والدة أريزا للصحافيين إن "ابنتها تحدثت معهم قبل الحادث بساعات"، موضحة " تحدثوا معي من أمستردام. اتصلوا بي قبل أن يركبوا الطائرة. لم يكن هناك أي شيء غريب. كان اتصالاً طبيعيا". وتأتي مأساة الرحلة "ام.اتش.17" في وقت بدأ الكثيرون يتجاوزون ما حدث في آذار (مارس). وقال أحد المديرين التنفيذيين في شركة الطيران لوكالة "رويترز" في مطار كوالالمبور وهو يبكي "إنه أمر صعب للغاية أن يحدث شيء مثل هذا بعد أربعة أشهر فقط من ام.اتش.370، عندما بدأنا نحاول المضي قدماً".