عبر أهالي الضحايا البريطانيين العشرة الذين قضوا في كارثة استهداف الطائرة الماليزية "MH 17" فوق شرق أوكرانيا عن مأساتهم وحزنهم لفقدان أبنائهم، متهمين الإنفصاليين الذين تدعمهم روسيا بقتلهم بعدما تبين أن الطائرة استُهدفت بصاروخ من صنع روسي، أدى الى سقوطها واحتراقها، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "تلغراف" البريطانية. وطالب أهالي الضحايا المفجوعين شركات وسلطات الطيران بتفسير كيف سُمح للطائرة، التي كان على متنها 298 شخصاً وقضوا جميعاً، بالطيران فوق منطقة تشهد حرباً وأُسقطت فيها ثلاث طائرات عسكرية في الأيام الأربعة الماضية التي سبقت سقوط الطائرة الماليزية. ومن بين البريطانيين الذين قتلوا يوم الخميس، طالبين جامعيين كانا في طريقهما الى أستراليا، واثنين من مشجعي فريق "نيوكاسل يونايتد" كانا يسافران لحضور مباراة للفريق في نيوزيلندا، وموظف في الأممالمتحدة وموظف سابق في سلاح الجو البريطاني. وقال سايمون ماين، والد ريتشارد (21 عاماً) الذي قتل في الحادث "حصلوا على تلك الصواريخ من بوتين. الأمر كله يتعلق بالغاز الدموي. لا أحد يكترث لحياة الأبرياء الذين خسرناهم بسبب نزاع بعض العصابات على الغاز الأوكراني". وأضاف "يجب ان يعلموا انهم سلبوا العالم أشخاصاً مثل ريتشارد الذي كان لديه الكثير ليقدمه". مشاعر ماين الأليمة حاكت مشاعر باري سويني، الذي فقد ابنه ليام (28 عاماً) أيضاً، والذي كان أحد مشجعَيْ فريق "نيوكاسل يونايتد" اللذين قتلا في الحادث. وقال سويني: "ليام كان لبقاً، معطاء، وفتى كادحاً. كان في طريقه لمشاهدة مباراة في كرة القدم، لكن الأمر انتهى به قتيلاً بفعل الحرب. شخص ما يجب أن يتحمل مسؤولية ما حدث لإبني". وتابع "إذا أقدم شخص ما على إيذاء عائلتك، فهناك الكثير من الأمور التي يمكنك فعلها، لكن إذا كان من فعل حكومة أو دولة، فلا يمكنك فعل شيء، لا يمكنك الدخول في الحرب. إنه عمل إرهابي فظيع كلّفني حياة ابني وحياة آخرين كثر من جميع أنحاء العالم"، مؤكداً أن على "الحكومات ان تعمل معاً من أجل الوصول الى حل قبل فقدان المزيد من الأرواح البريئة". وكان جون الدر (60 عاماً) يسافر مع ليام. وألدر تغيب فقط عن مباراة واحدة ل "نيوكاسل يونايتد" منذ العام 1973. وقال النادي انه كان سيكرم ألدر قبل أول مباراة في الموسم المقبل في الشهر المقبل. ومن بين القتلى البريطانيين أيضا بن بوكوك (20 عاماً)، وهو طالب في جامعة "لوبورو" كان في طريقه إلى بيرث في أستراليا لفترة ستة أشهر للدراسة. وغلين توماس (49 عاماً) وهو مسؤول إعلامي في "منظمة الصحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة. اما ستيفن أندرسون (44 عاماً) المنسق السابق في سلاح الجو البريطاني، فقتل أيضاَ على متن الطائرة وهو في طريقه الى جزيرة بينانغ بعد حصوله على وظيفة مع شركة "ميرسك" للحفر. واستنكر ماين، الذي اختار ابنه الذاهب الى بيرث للدراسة على متن هذه الطائرة بالذات لأنه يعاني من مرض السكري ويفضل ان يذهب في رحلة تتوقف مرتين بسبب حالته، "كيف يُسمح للطائرات التحليق فوق منطقة محفوفة بالمخاطر أو منطقة حرب؟"، مضيفاً "ما يثير غضبي أكثر أن المعلومات والتحذيرات التي أعطيت كانت ضئيلة جداً". وتابع "نحن ضحايا "لوكربي" أخرى (حادثة سقوط طائرة ركاب أميركية فوق قرية لوكربي). كان ينبغي تحذير الركاب البريطانيين. ما يحطم قلبي الآن أن أرى جميع الرحلات تتجنب تلك المنطقة. ريتشارد كان سيبقى على قيد الحياة لو اتخذ هذا القرار من قبل". وفي صدف مأساوية، فإن الأسترالية كايلن مان التي فقدت شقيقها في حادثة اختفاء الطائرة الماليزية "MH370" منذ أربع أشهر تقريباً، فقدت ابنة زوجها في الرحلة الجديدة. وسانجد سينغ، مضيف الطيران في الخطوط الجوية الماليزية، قتل بعدما بدّل دوامه لكي يطير عبر رحلة "MH17"، بعد أربعة أشهر من نجاة زوجته (مضيفة طيران أيضاً)، بدّلت دوامها لتتجنّب رحلة " MH370" التي اختفت منذ أربع أشهر.