الجزائر، تونس - «الحياة»، أ ف ب - تختتم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأحد جولتها المغاربية في الرباط بعدما انتقلت أمس من تونس إلى الجزائر حيث أجرت مع حلول المساء محادثات مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وكبار مسؤولي حكومته تناولت الإصلاحات السياسية في الجزائر والتغيرات في العالم العربي ومكافحة الإرهاب. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن الطائرة التي تقل كلينتون حطت في مطار هواري بومدين الدولي قرابة الثالثة بعد الظهر آتية من تونس حيث التقت الرئيس منصف المرزوقي بعد مشاركتها في مؤتمر دولي حول سورية. وصرح مسؤول أميركي كبير طلب عدم كشف اسمه في الطائرة التي أقلت كلينتون إلى الجزائر بأن الوزيرة الأميركية «سيكون لديها فرصة للتحادث مع الحكومة الجزائرية في شأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها الآن للتشجيع على مشاركة أوسع في الانتخابات ولتعكس هذه الانتخابات الشعور الشعبي في الجزائر». ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية في 10 أيار(مايو) في الجزائر، وتخشى السلطات من أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قال الخميس في وهران (غرب) إن نجاح الاقتراع يبقى مرهوناً بمستوى المشاركة. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي في استقبال كلينتون في مطار هواري بومدين. وتعود آخر زيارة لوزير خارجية أميركي إلى الجزائر إلى زيارة كوندوليزا رايس في السادس من أيلول (سبتمبر) 2008. دعم اميركي لتونس وكانت وزيرة الخارجية الأميركية وعدت السبت في تونس أثناء لقائها الرئيس المنصف المرزوقي، بمساعدة الولاياتالمتحدة لإعادة بناء الاقتصاد التونسي وتعزيز الديموقراطية في هذا البلد، مهد الربيع العربي. وقالت الوزيرة الأميركية اثر لقاء الرئيس التونسي «جئت مع اقتراحات محددة جداً وحازمة لدعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تجري هنا». وأضافت أن «المسار السياسي للثورة في الاتجاه الصحيح». وقالت أيضاً «إنني مدافعة قوية عن الديموقراطية التونسية وعما تحقق هنا حتى الآن (...) التحدي هو التأكد من جعل تنمية الاقتصاد على قدم المساواة مع ذلك»، في حين يعاني البلد من معدل بطالة مرتفع وتوتر اجتماعي. وفي بداية اللقاء مع الرئيس المرزوقي، أعلنت كلينتون أن اجتماع ستين وزير خارجية في إطار مؤتمر حمل عنوان «أصدقاء سورية» في تونس كان ناجحاً. وتابعت: «كان مؤتمراً جيداً تماماً وذا أهمية كبيرة لتونس، وشكلت خطاباتكم وإدارة النقاشات من قبل رئيس الوزراء دلالة قوية». وتحرص واشنطن على دعم تونس في مسيرتها نحو الديموقراطية وتحسين الوضع الاقتصادي لكي تكون مثالاً في كل المنطقة حيث أدت تحركات شعبية إلى إطاحة أنظمة تسلطية. ومنحت حكومة الولاياتالمتحدةتونس تمويلاً بقيمة 190 مليون دولار (141 مليون يورو) لمساعدتها في العملية الانتقالية، محتفظة بثلاثين مليوناً لضمان القروض وسندات الدولة التونسية. وستستفيد تونس أيضاً من مساعدة صندوق جديد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا اعلنه الرئيس الأميركي باراك اوباما في شباط (فبراير) ويمثل 800 مليون دولار (595 مليون يورو) لتشجيع الإصلاحات في الدول العربية التي تتجه نحو الديموقراطية. ونبهت كلينتون قائلة «سأقوم بأقصى ما يمكن لتقديم الدعم في مدى قصير، لكني ألفت انتباهكم إلى أنني لا أريد أن أقطع وعوداً مبالغاً بها. إننا نواجه كما تعلمون أزمة اقتصادية عالمية».