أكدت اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إدراك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصلة بين الحوار والمحبة، وبين الحوار والتعارف والتآلف والتعاون بين أفراد المجتمع السعودي، ومقاومة التعصب والكراهية والتنازع والعنف. وقال الدكتور راشد الراجح الشريف في كلمة ألقاها، خلال الاستقبال، أن لقاء الحوار الوطني شهد «آراءً حول حرية التعبير، وحول المسؤولية، وحول الإعلام الجديد، وحول ما يدور من حولنا وأثبت المتحاورون والمتحاورات من أبناء وبنات هذا الوطن العزيز، أنهم يمثلون تكاملاً بين الجهة أو الحكومة وبين الشعب، هناك تآلف وتكاتف وتعاون وتآزر ونقاش في محبة وهدوء، حتى استطعنا أن نخلص إلى توصيات ورؤى ستعرض على مقامكم الكريم». تضطرب الدولُ وتهتز القياداتُ بعد ذلك، تسلّم خادم الحرمين الشريفين نتائج اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري من نواب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. ثم ألقت المشرفة في إدارة التدريس والابتعاث التابع لوزارة التربية والتعليم في حائل شيمة محمد الشمري، عبر الشبكة الصوتية كلمة قالت فيها: «والدي الحبيب: تضطرب الدولُ، وتهتز القياداتُ، وتثور الشعوبُ، ومواطنوك يعلنون حبَهم الصادق لشخصك العظيم، فهنيئاً لك هذا، و(ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء) زادك اللهُ من فضله وأوزعك شكرَ نعمتِه». ومضت الشمري في كلمتها مخاطبة خادم الحرمين الشريفين، قائلة: «أيها الشهم الأبي، كنتُ أمس في مدينتي الوفية حائل مع هذه النخبة المميزةِ من النساء والرجال، تحاورنا كثيراً، اختلفنا في أمور كثيرة، وتباينت آراؤنا في اتجاهات متنوعة، ولكننا اتفقنا على شيئين مهمين، أولهما: حبُ هذا الوطنِ، وثاني الأمرين اللذين اتفقنا عليهما هو شكرٌ وتقديرٌ ودعاءٌ لك أيها الملكُ المبارك، أن منحتنا تحولاً تاريخياً جديداً على مستوى بلادنا الحبيبة. نظرتكم بعيدة المدى إثر ذلك ألقى أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور عبدالرحمن الفريح، كلمة قال في مستهلها: «خادم الحرمين الشريفين.. في ضوء رؤيتكم الثاقبة ونظرتكم بعيدة المدى، بشأن واقع الحياة المعاشة المعاصرة، وأهمية الحوار لتعزيز مبدأ الاتفاق على وحدة الوطن، وتحقيق مصالحه بنواحيها كافة، ما يزال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يواصل الجهد بعد الجهد، ويعد اللقاء تلو اللقاء مراعياً في ذلك ألا ضيرَ من تنوع المشارب العلمية، وتعدد التوجهات الأدبية، واختلاف الرؤى في بعض المسائل الفكرية، وأن ذلك لا يقتضي اتحاداً أو إلغاءً أو تهميشاً، وأن تباين أبناء الوطن في ذلك، إنما هو دافع للتكامل في ما هو مشترك ورائد هذا التكامل، هو البناء التنموي وتحقيق مصالح الوطن، فعلى كل منا واجب الإسهام في البناء ولكل منا حق في العطاء». وبين أن المركز قد ابتعد عن المناقشة من أجل المحاسبة والجدل من أجل المراء والمكابرة، «ليؤكد حقيقة الحوار الجاد الرصين بعد أن مهد للقاء الحوار الفكري التاسع بإقامة لقاءات تحضيرية في ثلاث مدن ودورات تدريبية واستبانات.. وجاءت خلاصة نتائج اللقاء لتؤكد ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي، تتضمن القوانين المستوعبة للمستجدات، وأن قوة الإعلام الجديد تكمن في حريته وتنوعه وتعدد وسائله، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذه المستجدات لخدمة الوطن والانفتاح على الآخر. عقب ذلك ألقت الطالبة، في المرحلة المتوسطة وأصغر مدربة معتمدة في التنمية الذاتية والخرائط ومهارات التركيز، روان بنت موسى المرواني، كلمة عبر الشبكة الصوتية، قالت فيها: «والدي خادم الحرمين الشريفين، أقف اليوم أمام مقامكم الكريم في لحظة أعتبرها من نعم الله الكبرى علي وعلى والدي أن يسر لي المثول أمامكم من بين ملايين الأطفال في وطني، لكني لن أخاف أو أرتجف فقد حملوني أمانة الكلمة متى ما وقفت بين يديك في لحظتي التاريخية... ونيابة عن الشباب أقول: إني أتطلع بأمل لدعمكم الكريم لمشروع «أكبر خريطة ذهنية في العالم» عن وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية، التي سترسخ لمفهوم المواطنة وتعزز من اهتمام الوطن بالأطفال والشباب وتسهم في تنمية مهارات التفكير لدى الجميع». انطباعات إحدى الحاضرات وقالت الصحافية الزميلة فضيلة الجفال، التي حضرت الاستقبال: «أولانا خادم الحرمين الشريفين عناية واحتراماً مميزين، كان ودوداً معنا نحن السيدات وقال لنا «وين نروح منكم وأنتوا النساء أمي وأختي وبنتي وزوجتي»، كما أوصانا بالصبر الجميل، مشيراً إلى القرارات الأخيرة المهمة بخصوص المرأة، ومنها مشاركتها السياسية، ومشاركتها في مجلس الشورى». وأضافت: «أعجبني رد فعل رئيس الديوان الذي قال لنا حين لمح الدكتور فيصل بن معمر يشير لنا حول بعض البروتوكولات الملكية، فقال موجهاً حديثه نحونا: «ما عليكم، خذوا راحتكم، هذا بيتكم واللي جاي أبوكم». وشعر الجميع بارتياح كبير. وقالت: «بالمجمل، كان الحوار الفكري هذا العام مميزا جداً بشهادة الكثيرين، كانت الشفافية عالية والصراحة والإشارة للقضايا الملحة في لغة الجميع وحديثهم»، مشيرة إلى ان كلمة الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة «ودهشته بالتفاعل الكبير والمقترحات، وكذا الوعد الذي قطعه بأخذ كل التوصيات على محمل الجد وفي عين الاعتبار، كانت محط تقدير كبير من الجميع».