طهران، فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّت الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، طهران على تبديد المخاوف التي تثيرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وفيما شنّت طهران هجوماً لاذعاً على المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، نشر موقع «كرداب» التابع ل «الحرس الثوري» مقالاً يشيد بفكرة ان تجري ايران تجربة نووية. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن الموقع أورد في المقال، وهو بعنوان «اليوم التالي على أول تجربة نووية إيرانية - يوم عادي»: «اليوم التالي على أول اختبار نووي ايراني، سيكون يوماً عادياً بالنسبة إلينا نحن الإيرانيين، لكن نفوذ الأمة وجلالها سيكتسبان اشراقاً، بالنسبة الى كثيرين منا». في غضون ذلك، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على الشرطة الايرانية وقائدها الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، و «الحرس الثوري» وميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس)، لاتهامها بانتهاك حقوق الانسان منذ انتخابات الرئاسة في ايران عام 2009. وستجمّد العقوبات أي أصول مالية للأطراف المستهدفة، وتحظّر على الأميركيين والمؤسسات الأميركية التعامل معها. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «بعد سنتين على نزول الايرانيين الشجعان الى الشوارع، يتواصل النضال من أجل الحريات المدنية والحقوق الأساسية». وأشارت الى ان «الولاياتالمتحدة فرضت عقوبات اليوم (أمس) على ثلاث مؤسسات حكومية إيرانية متورطة في القمع الوحشي المتواصل». في فيينا، اعتبرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا، وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا، ان «عدم التزام ايران المستمر بتنفيذ واجباتها بموجب قرارات مجلس الأمن، وتطبيق عشرة قرارات صادرة عن مجلس محافظي الوكالة (الذرية)، زاد من المخاوف التي يثيرها المجتمع الدولي في شأن الطموحات النووية لإيران». وأشارت في بيان مشترك خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة، الى ان أمانو بعث برسالة الى رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني، «أعاد فيها تأكيد المخاوف في شأن وجود أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني». وحضّ البيان طهران على «التعاون في شكل كامل مع الوكالة»، مشدداً على ضرورة «تسوية قضايا عالقة لاستبعاد وجود أبعاد عسكرية محتملة». أتى ذلك بعدما دانت الولاياتالمتحدة إعلان عباسي دواني الأربعاء أن ايران ستنصب قريباً أجهزة طرد مركزي جديدة أكثر تطوراً في منشأة فردو التي كُشف عنها عام 2009، وحيث ستخصّب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وتزيد قدرتها الانتاجية ثلاث مرات. واعتبر المبعوث الأميركي لدى الوكالة الذرية غلين ديفيس ذلك «أحدث مثال وقح لتمادي (ايران) في عدم الانصياع» لالتزاماتها الدولية، مضيفاً ان التخصيب بنسبة 20 في المئة في منشأة فردو «يزيد عما تحتاجه ايران لإنتاج وقود لمفاعلها البحثي الوحيد، ويشكّل أيضاً فصلاً آخر من الرواية الايرانية المتبدّلة حول سبب بناء تلك المنشأة تحت الأرض» قرب مدينة قم. في المقابل، شدد المبعوث الإيراني لدى الوكالة، علي أصغر سلطانية، على حاجة بلاده الى «انتاج وقود نووي لمفاعل طهران للبحوث الطبية» الذي ينتج نظائر مشعة للبحث الطبي ولعلاج السرطان. وشنّ هجوماً على أمانو الذي كان تحدث عن «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الايراني، متهماً إياه بالانحياز. وقال في اشارة الى أمانو: «انه لا يقوم بعمله. وبدل ذلك، يمهّد في تقاريره لمزيد من المواجهة بين الدول الأعضاء» في الوكالة. وشدد على ان طهران «لن تعلّق أي من نشاطاتها النووية، بما في ذلك التخصيب»، مؤكداً ان «ايران صمدت أمام الضغوط والعقوبات، ولن تساوم على حقوقها المشروعة في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية». وأشار الى ان بلاده «ستبلغ بالتأكيد الوكالة الذرية رسمياً» في شأن خطط توسيع التخصيب في فردو، معتبراً انها «ستتمكن من مراقبة تلك النشاطات في شكل تام». لكن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أكد قبل ساعات من تصريح سلطانية، ان بلاده أبلغت الوكالة بنقل التخصيب الى فردو، فيما جددت الوكالة تأكيدها ان ايران لم تفعل ذلك رسمياً، وفق اتفاق الضمانات الملزم لها.