طهران، لندن - أب، رويترز، أ ف ب - أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران خصّبت يورانيوم بنسبة 20 في المئة قبل وصول مفتشي الوكالة الى منشأة ناتانز، معربة للمرة الأولى عن قلقها من احتمال سعي طهران سراً إلى تطوير رأس نووي. وورد في أول تقرير يضعه المدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو حول الملف النووي الإيراني، بعد توليه منصبه خلفاً للمصري محمد البرادعي، ان «إيران سلمت الوكالة نتائج قياس طيف الكتلة التي تفيد بأنها أنتجت شحنات مخصبة حتى مستويات تصل الى 19.8 في المئة، في منشأة ناتانز بين 9 و11 شباط (فبراير) الجاري». وأضاف التقرير: «يوم 10 شباط، عندما وصل مفتشو الوكالة الى منشأة تخصيب الوقود النموذجية، أُبلغوا بأن إيران كانت بدأت في المساء السابق بإدخال سداسي فلورايد اليورانيوم في سلسلة أجهزة الطرد المركزي»، قبل تحقق مفتشي الوكالة من إجراءات الضمانات القائمة في المنشأة، على رغم تقديم الوكالة طلباً بذلك. وأفاد التقرير بأن «المعلومات المتوافرة للوكالة شاملة، وراسخة في شكل واسع وذي مصداقية، في ما يتعلق بتفصيل تقني، والإطار الزمني الذي أجريت فيه النشاطات والأشخاص والمنظمات الضالعين فيها». وأضاف أن «ذلك يثير قلقاً في شأن احتمال وجود نشاطات سابقة أو حالية غير معلن عنها في إيران، متصلة بتطوير رأس صاروخ نووي». وهذه المرة الأولى التي تثير الوكالة هذا الأمر علناً. واعتبرت الوكالة أن إيران «لا تنفذ القرارات الصادرة بحقها من مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة»، معتبرة التزامها بها شرطاً أساسياً لبناء الثقة والتحقق من الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وأكدت أن طهران لم تتعاون في شكل كامل، لتسوية جميع المسائل العالقة المتصلة ببرنامجها النووي. وذكر أمانو في تقريره الواقع في 10 صفحات، أن طهران «لم تتح فرصة الاطلاع على معلومات، مثل وثائق التصميم الأصلي لمنشأة (التخصيب الجديدة) في فردو، كما لم تتح للوكالة فرصة معاينة المؤسسات المشاركة في تصميم المنشأة وبنائها». ودعت الوكالة إيران في تقريرها الذي سيناقشه مجلس محافظيها في آذار (مارس) المقبل، الى التعاون مع مفتشيها «من دون تأخير إضافي». وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست استبق صدور التقرير، بدعوة أمانو الى «دعم النشاطات النووية السلمية للدول الأعضاء في الوكالة، والامتناع عن التعامل المزدوج» معها. وقال لوكالة أنباء «فارس»: «ننتظر من (أمانو) أن يعتمد الحقائق في ما يتعلق بحقوق إيران في المجال النووي، وما يرتبط بتأمين حاجاتها، خصوصاً أن تقارير الوكالة لم تظهر أي انحراف عن النشاطات السلمية النووية». في الوقت ذاته، أوردت صحيفة «حريت» التركية أن عرضاً قدمه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لطهران التي زارها الثلثاء الماضي، لاستضافة تبادل الوقود النووي على الأراضي التركية، ولقي رداً «غامضاً»، معتبرة أن موقف المسؤولين الإيرانيين في هذا الشأن ليس واحداً. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي تركي قوله إن داود أوغلو أجرى محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متقي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني وسعيد جليلي ابرز المفاوضين النوويين، بدأت عند التاسعة صباحاً وانتهت بعد منتصف الليل. وأضاف أن الوفد التركي أبلغ الإيرانيين «قلق المجتمع الدولي، وقلنا إن زيادة حدة التوتر ليست في مصلحة أحد. قدمنا أيضاً وجهات نظرنا في شأن كيفية الخروج من المأزق، حول مسائل محددة، كما قدمنا عروضاً عدة لهذه الغاية». وسُئل الديبلوماسي عن رد طهران على العرض، فأجاب: «نحاول تجنب تصعيد التوتر، لكن الإيرانيين غامضون طبعاً، وما من إيران واحدة أمامنا»، في إشارة إلى تباين آراء المسؤولين الإيرانيين حول العرض التركي. وكانت مصادر مرافقة لداود اوغلو قالت ل «الحياة» انه أبلغ طهران تصوّرات جديدة من الإدارة الأميركية في شأن تبادل الوقود، إضافة إلى خطوات لاحقة يمكن أن تودي إلى إغلاق الملف النووي الإيراني.