تحقق شرطة جدة والشؤون الصحية في المحافظة في قضية وفاة مواطنة سعودية داخل قسم للأسنان في مركز طبي، إثر حقنة تخدير خاطئة. وأكد المتحدث الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد ل «الحياة»، أن شرطة الكندرة تحقق في موضوع وفاة امرأة في العقد الرابع من العمر، داخل مستوصف في الحي، موضحاً أن التحقيق مشترك بين الشرطة والشؤون الصحية. من جهته، أوضح مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود ل «الحياة» أن الإجراءات الطبية التي تمت للمتوفية صحيحة، مضيفاً «الأهل من اعتبروها خطأ طبياً، لكننا لا نستطيع التأكيد إلا عند انتهاء تحقيقات اللجنة الصحية». وقال الدكتور سامي باداود إن صحة جدة فتحت ملف التحقيق الأربعاء الماضي، وأصدرت قراراً بمنع سفر الطبيبة والممرضة المباشرتين للحال، مبيناً أن نتائج التحقيق ستظهر خلال الساعات ال 48 المقبلة. وأضاف «حين نظرنا إلى الإجراءات الطبية التي تمت وجدنا أنها إجراءات طبية صحيحة، إذ لم تأخذ دواء خطأ أو جرعة زائدة، إنما مضاداً حيوياً متعارفاً عليه، وبمعدل طبيعي، لكن ردة الفعل كانت غير طبيعية، ولا نزال نبحث في مسبباتها». وبحسب تقرير طبي (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) أن المواطنة سناء ذهبت إلى المركز الطبي برفقة ابنتها لخلع ضرسها الإثنين الماضي، لكنها عادت في اليوم التالي (الثلثاء) إثر التهاب خلوي بعد الخلع، إذ قررت الطبيبة المباشرة لحالها إعطاءها حقنة في الوريد بعد إجراء اختبار حساسية كشف عن عدم معاناتها من أعراض الحساسية، وعند حقنها أصيبت باختناق، وتمت الاستعانة بأطباء آخرين اتضح لهم عقب معاينتها إصابتها بصدمة عصبية جراء فرط الحساسية مع عدم إحساس بالنبض، والتنفس، وغياب الوعي، ولم تلبث طويلاً حتى فارقت الحياة. من جهته، أوضح شقيق المتوفاة سلطان في حديثه إلى «الحياة»، أن أخته ذهبت برفقة ابنتها إلى المركز الطبي من دون أن تعاني من أي مرض باستثناء ألم في الضرس، لكن ما حدث أن ابنتها عادت إلى المنزل وحيدة بلا والدتها. وقال سلطان إن أسرتهم أصيبت، ولا تزال، بحال من الذهول والرعب «إذ كيف يؤدي خلع ضرس وحقنة في وفاتها»، مؤكداً أن حق شقيقته لن يضيع سدى بالمطالبة عبر كافة القنوات النظامية المختصة بالتحقيق في الأخطاء الطبية. وكشف شقيق المتوفاة عن طلب أحد أطباء المركز منه التنازل عن الموضوع، وعدم إبلاغ الشرطة، وحل القضية بشكل ودي وسري حتى لا يتسبب في قطع أرزاقهم. وأضاف «السؤال الذي يدور في أذهاننا كيف يتم خلع ضرس، وهو ملتهب، ولابد لمن تسبب بالوفاة أن يلاقي أشد الجزاء، فحياة الإنسان غالية على نفسه وأسرته».