وسط أنباء عن احتدام الخلافات داخل «التحالف الوطني» (الشيعي) في العراق، زار بغداد أمس الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، والتقى رئيس الوزراء نوري المالكي، والمراجع الأربعة الكبار في النجف. ولم يصدر أي بيان عن هذه اللقاءات. لكن نقل عن المالكي شكره طهران على «دعمها المعنوي» في مواجهة الإرهاب. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان مقتضب أنها استدعت السفير لدى الأردن جواد هادي عباس «للتشاور». فضلت الحكومة الأردنية عدم التعليق، باستثناء تصريح صدر من مصدر حكومي ووزع على الإعلام، جاء فيه أن «الحكومة علمت بأن نظيرتها العراقية استدعت سفيرها لدى المملكة للتشاور». (للمزيد) على صعيد آخر، أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان ان الرئيس جلال طالباني سيعود اليوم الى السليمانية، بعد غياب استمر عاماً ونصف العام بسبب المرض. وتوقعت بعض المصادر أن يكون لعودته علاقة بالخلافات التي تعصف بحزبه على خلافته، بين جناح تقوده زوجته هيرو يؤيد ترشيح فؤاد معصوم، وآخر يتزعمه برهم صالح. وأفادت وكالة «أنباء فارس» ان المراجع الأربعة في النجف، أكدوا خلال لقائهم شمخاني «ضرورة الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وتلاحمه في مواجهة الإرهاب وبناء المؤسسات السياسية والقانونية وفقا لتطلعاته». وأوضحت أنه «التقى المرجع الأعلى علي السيستاني وبحث معه في آخر التطورات، كما التقى محمد سعيد الحكيم وإسحق الفياض وبشير النجفي. وأشاد بالدور المهم والفريد للمرجعية في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وبفتاوي المرجع السيستاني في تعبئة الشعب ضد الإرهاب»، واعتبر انتخاب رئيس البرلمان «خطوة مهمة ومصيرية على طريق تعزيز التفاهم وبلورة الأطر القانوني». ووجهت إيران دعوة إلى رئيس البرلمان الجديد سليم الجبوري لحضور مؤتمر البرلمانات الإسلامية الثلثاء المقبل. وأكد المالكي لشمخاني «انتصار الشعب والحكومة في مواجهة العناصر التكفيرية والارهابية»، وثمن «الدعم المعنوي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية» للعراق. إلى ذلك، جاء قرار بغداد استدعاء سفيرها في عمَان «للتشاور»، بعدما عقد في العاصمة الأردنية منذ يومين مؤتمر للمعارضة السنية، برعاية الديوان الملكي، ودعا بيانه الختامي «المجتمع الدولي الى وقف دعمه المالكي، مؤكداً ان ما يشهده العراق «ثورة شعبية». وشارك في المؤتمر الذي اطلق عليه اسم «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» شخصيات تمثل «هيئة علماء المسلمين» السنة ، وحزب البعث، وفصائل من «المقاومة المسلحة» و»المجالس العسكرية لثوار العراق» و»المجالس السياسية لثوار العراق» وشيوخ عشائر. ويتعرض العراق منذ اكثر من شهر لهجوم كاسح يشنه مسلحون متطرفون سنة يقودهم تنظيم «الدولة الاسلامية» تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، مؤكدين نيتهم الزحف نحو بغداد. أمنياً، قال مصدر عسكري أن قاعدة «سبايكر»، شمال تكريت، أصيبت بأضرار كبيرة، ما اضطر الجيش إلى وقف عملياته في المدينة، فيما ناشد شيوخ عشائر الحكومة مدهم بالسلاح قبل نجاح «الدولة الاسلامية في السيطرة على مناطقهم واجبارهم على مبايعتها». وأوضح المصدر في «قيادة عمليات سامراء» ل «الحياة» امس إن «قاعدة سبايكر التي تعتبر مركزاً مهماً للتخطيط والإنطلاق لتنفيذ الهجمات ضد داعش تعرضت لأضرار كبيرة في الهجوم الذي شنه التنظيم عليها». وزاد أن «عمليات الجيش والفرقة الذهبية في تكريت توقفت بسبب هذه الحادثة فالغطاء الجوي كان ينطلق من سبايكر». واشار الى ان عناصر من «الدولة الاسلامية» شنوا هجوماً واسعاً على القاعدة من محاور عدة، بعد قصفها بالهاون قبل ان يحاولوا اقتحامها». وأكد أن «عدداً من الطائرات تضرر. ولكن القوات الموجودة داخل القاعدة تمكنت من طرد المهاجمين واعادة السيطرة عليها». وقال قائد العمليات في صلاح الدين الفريق الركن علي الفريجي في بيان، إن «القوات الأمنية مسيطرة بشكل كامل على قاعدة سبايكر، بعد تعرض جانبها الشمالي لاختراق من عناصر داعش امس». واضاف إن «عشرات الجثث تحيط بالجدار الخارجي للقاعدة». ولكن «الدولة الاسلامية» أعلنت على «تويتر» انها سيطرت على اجزاء من القاعدة «خصوصا المطار الجوي، وتم تعطيل أنظمة الإتصال الجوي فيها، وإحراق مخازن الوقود».