أوصى اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري في ختام أعماله في مدينة حائل أمس، بضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي، تتضمن القوانين والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تُراعى فيها الثوابت الشرعية، والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات، وتسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة، وبتنسيق من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية، والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته. وأكدت التوصيات، أن قوة الإعلام الجديد تكمن في تنوعه وحريته وتعدد وسائله، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية، والانفتاح على الآخر من دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية والوطنية. وشددت على أهمية أن تُبنى العلاقة بين الإعلام والمؤسسات الحكومية على الثقة والصدقية، وأن تكون هذه العلاقة تكاملية مما يستوجب على المؤسسات الحكومية توفير المعلومات الصحيحة والكاملة لوسائل الإعلام، مع أهمية تجاوب جميع القطاعات الحكومية مع وسائل الإعلام بما يحقق المصلحة العامة. ودعت إلى إعادة النظر في نظام المطبوعات الحالي، وتطويره بما يتواكب مع المتغيرات السريعة على الصعيد الإعلامي والثقافي، وتعزيز هامش الحرية في الصحافة، ووسائل الإعلام الأخرى، والعمل على فصل الثقافة عن الإعلام، والسعي إلى خصخصة قطاعي التلفزة والإذاعة لتوفير فرص أفضل للتطوير والتحديث. وأكدت التوصيات أن المجتمع يريد من الإعلام مكافحة التعصب الفئوي والمناطقي والمذهبي، وأن يهتم الإعلام بالقضايا الوطنية مع التركيز على التعايش والمواطنة وحماية العقيدة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص. ودعا مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى الاستمرار في عقد اللقاءات الخاصة بتطوير السياسات الإعلامية، وإلى تنظيم لقاءات لتعزيز اللحمة الوطنية، وبقاء القواسم المشتركة بما يدعم الاستقرار والتنمية في المملكة. وأعرب المشاركون في اللقاء عن تطلعهم إلى مستقبل مضيء وفاعل لإعلامنا السعودي، مؤكدين أن من أهم سبل تحقيق هذا المستقبل امتلاكه الصدقية والنقد النزيه، واحترام المتلقي، واحترافية الأداء، ووضوح حدود الحرية الإعلامية، وامتلاكه خطة استراتيجية ذات مسارات تنفيذية عملية.