قلّل رئيس مجلس غرفة جدة صالح كامل من أهمية انتقادات التيار الديني المتكررة لمسألة الاختلاط في منتدى جدة الاقتصادي، مؤكداً أن قضايا جدة يتم تضخيمها عادة، فمنتدى التنافسية الذي يعقد في الرياض – على حد قوله – يعد الاختلاط فيه أكثر من منتدى جدة. ووصف كامل في مؤتمر صحافي له عن منتدى جدة الاقتصادي 2012 عقد أمس، محافظة جدة بالشمعة الحمراء التي تضخم قضاياها عادة، وتسلط عليها الأضواء، لافتاً إلى أن الشريعة لم تتحدث مطلقاً عن الاختلاط، ولم يرد لفظه في النصوص الشرعية. وقال : «نحن مجتمع محافظ وإسلامي، غير أن الفساد منتشر بيننا وتحديداً الفساد المالي، والفساد لن يذهب بإقامة هيئة لمكافحته ولا بإقامة حدود على المفسدين فقط، ولكن بالتوعية منذ الصغر في هذه المسألة، القيمة الأخلاقية لا وجود لها فينا عند التعامل المالي، يجب أيضاً تدريس طلاب الجامعات وتحديداً كليات التجارة على فقه المعاملات المالية وفقه البيوع قبل خروجه إلى سوق العمل». وأكد عدم عدالة المقارنة بين منتديي جدةوالرياض الاقتصاديين، مبيناً أن الأخير يطرق قضايا محلية، بينما يحمل الأول صبغة دولية ميّزته عن بقية منتديات المملكة. وأشار كامل إلى أن التكتلات التي قد ينتج منها تكامل اقتصادي تعد من أبرز المواضيع المطروحة في الدورة الجديدة للمنتدى، ومنها دول الخليج التي تسعى خلال الفترة المقبلة إلى اتحاد نقدي لا يرى هو شخصياً جدواه الاقتصادية لتلك الدول. وتابع: «اعتقادي أن توحيد العملة النقدية الخليجية غير نافع وأمر لا جدوى منه، فدول تبيع سلعتها الأساسية بعملة الدولار ما الفائدة من توحيد عملتها، اتحاد اليورو والمشكلات التي يتعرض لها خير شاهد، الوحدة النقدية أهدافها المرجوة منها عاطفية أكثر منها جدوى اقتصادية على المنطقة. ولكن في وقت نجد أن هذا القرار يوشك على التنفيذ في خليجنا يجب أن نطرح سؤالاً هو ما الفائدة منه ونحن نبيع النفط بالدولار؟ لن نضيف شيئاً الى اقتصاداتنا بهذه الخطوة». وأفاد رئيس غرفة جدة بأن رئيسة الحزب الحاكم في الهند سونيا غاندي كان من المقرر ان تكون من المتحدثين والمشاركين في المنتدى، غير أن خوضها لانتخابات رئاسية مهمة في شهر آذار (مارس) المقبل جعلها تعتذر عن عدم المشاركة، إلا أن نائب رئيس مجلس الوزراء التركي علي باباجان إلى جانب رئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز سيكونان من أبرز السياسيين المشاركين في المؤتمر. وزاد: «نركز نحن في إدارة المنتدى على جوهر المشاركين وليس مناصبهم. نحن نبحث عمن يضيف لمنتدانا ويثريه، منتدانا منبر مهم للمتحدثين، وأصبح ينافس عالمياً منتديات اقتصادية مهمة مثل دافوس، لم نعد نهتم لأسماء المشاركين، بل لاهمية القضايا المطروحة والفائدة التي ستحققها لاقتصادنا وللاقتصاد العالمي». ونفى كامل دعم الدولة لمنتدى جدة الاقتصادي مالياً وقال: «لم نتلقّ دعماً بريال واحد منذ نشأ هذا المنتدى وحتى اليوم، بل هو منتدى تتم إقامته بأموال الرعاية، وإن حصل عجز يتم تمويله من أموال الغرفة التجارية لأنها معنية به، ونحمد الله انه لم يتعرض لأزمات مالية البتة». وفي شأن آخر، لفت كامل إلى اتفاق غرفة جدة مع هيئة مكافحة الفساد لعقد ندوات تثقيفية عن مكافحة الفساد وطرق مواجهته وعلاجه، مؤكداً أن توعية النشء والأطفال عن أضرار الفساد وأهمية تجنبه أهم من تطبيق الأحكام القضائية على الراشي والمرتشي. من جهته، لفت أمين غرفة جدة عدنان مندورة إلى أن موازنة المنتدى هذا العام بلغت 15 مليون ريال تمت تغطية 90 في المئة منها حتى الآن، مبيناً أن المنتدى كان يحتاج إلى أسماء رنّانة للترويج له في فترة من الفترات، إلا أنه حالياً حقق شهرة واسعة واصبح معروفاً عالمياً، ولذا يتم التركيز حالياً على المواضيع المهمة سواء عالمية أو إقليمية أو محلية، اذ خُصص لكل صنف يوم لمناقشته. من جانبها، أكدت نائب رئيس غرفة جدة الدكتورة لمى بنت عبدالعزيز السليمان، أن منتدى جدة الاقتصادي في نسخته الجديدة سيفتح قلبه للشباب من خلال مناقشة التغييرات الاقتصادية التي تحدث، وسماع رأي الشباب، مشيرة الى أن اللجنة المنظمة عملت خلال الفترة الماضية على حشد أكبر عدد من الخبراء من الداخل والخارج بهدف خدمة المحاور المطروحة، والوصول إلى أفضل النتائج التي تتواكب مع المتغيرات الحادثة في الوقت الحالي، لافتة إلى أن منتدى دافوس العالمي استخدم عنوان منتدى جدة الاقتصادي الأخير «التحولات» في دورته الماضية، ما يدل على النجاح الكبير الذي يتحقق للحدث السعودي المهم. وأثار عنوان منتدى جدة الاقتصادي 2012 جدلاً بين الإعلاميين حول صحته لغوياً أو واقعياً، اذ حمل المنتدى في دورته الجديدة عنوان «ما بعد الآفاق.. اليوم نبني اقتصاد الغد»، واكتفى كامل في رده على هذا الموضوع بالقول: «ما بعد الآفاق أي ما بعد البعيد، فالآن الاقتصاد العالمي تحدث فيه تغيرات كثيرة بعضها حلولها موجودة والبعض غير موجودة، فمنتدانا يناقش حلول الغد». وفي هذا الشأن، أعلنت اللجنة المنظمة لمنتدى جدة الاقتصادي 2012 عن مشاركة 50 شخصية سعودية وعالمية في الدورة ال12 للمنتدى التي سيفتتحها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في الثالث من مارس المقبل وتستمر على مدار 4 أيام، بحضور أكثر من 3 آلاف اقتصادي من الداخل والخارج.