القاهرة، غزة - «الحياة»، أ ف ب - طرأ أمس تحسن نسبي على خدمة التيار الكهربائي في قطاع غزة في أعقاب تشغيل أحد توربينات محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع، فيما اعلن وزير الكهرباء المصري حسن يونس الثلثاء ان مصر ستزود قطاع غزة بنحو 22 ميغاوات من الكهرباء بداية الاسبوع المقبل. وصرح الوزير المصري «تجرى حالياً المراجعة النهائية للمواصفات الفنية لشبكة الربط الكهربائي طبقا لمستجدات شبكة الربط المصرية (...) للربط مع محطة توليد كهرباء غزة من خلال مشروع الربط الثماني». وأشار الى ان «هذا الربط يتم فى اطار موافقة مجلس وزراء الكهرباء لدول الربط السباعي على انضمام شبكة الكهرباء الفلسطينية المعزولة وغير المرتبطة بأي شبكات كهربائية أخرى الى شبكة الربط لتضم ثماني دول». وأوضح ان هذا الاجراء يأتي «فى اطار محاولة سريعة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم التغذية الكهربائية هناك». في غضون ذلك، اكد احمد ابو العمرين مسؤول في سلطة الطاقة في قطاع غزة أمس، انه تم تشغيل مولد كهربائي واحد فقط في محطة توليد الكهرباء بعد تزويد المحطة بكمية محدودة من الوقود الصناعي عبر الانفاق المنتشرة على الحدود مع مصر. وأوضح ابو العمرين: «قمنا الليلة (قبل) الماضية بتشغيل مولد واحد يعطينا 40 ميغاوات من بين المولدات الاربعة الرئيسية للمحطة بعد دخول 300 الف لتر وقود صناعي امس من مصر عبر الأنفاق». واوضح ان تشغيل هذا المولد «جزئي جداً ويحسن بشكل طفيف» برنامج توزيع التيار الكهربائي في القطاع «لكن الأزمة لا تزال على حالها وانعكاساتها على كافة مناحي الحياة» في القطاع. وشدد على الحاجة الملحة لتوفير «85 ميغاوات على الاقل للعودة للوضع الذي كان يسبق الازمة الحالية اي تشغيل المحطة بالحد الادنى». واشار ابو العمرين الى ان «كميات محددة من الوقود نتوقع ان يستمر تدفقها عبر الأنفاق الى غزة» من دون ان يحدد هذه الكميات. وأبدى اسفه لعدم حل الأزمة، مؤكداً: «حتى الآن ما زلنا ننتظر تنفيذ وعود اخواننا في مصر لتزويد قطاع غزة بالوقود»، وزاد: «نحن نجري اتصالات مكثفة مع المسؤولين المصريين الذين يؤكدون لنا ان الوقود سيدخل غزة، لكن لا نعرف اين تكمن المشكلة بعدم تزويدنا بالوقود»، مضيفاً انه «لم يعرض علينا من اي جهة ادخال الوقود من اسرائيل». وكانت مصر وعدت السبت بضخ كميات من الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع في وقت حذرت منظمة «اوكسفام» من خطر غرق هذا القطاع في «ظلام كامل». في غضون ذلك قال رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية، إن «مشكلة الكهرباء وانقطاعها في القطاع في طريقها الى الحل الجذري وفق آلية محددة سيتم الاتفاق في شأنها مع مصر». وأوضح مكتب الإعلام في رئاسة الحكومة أمس، أن هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس البنك الاسلامي للتنمية «للبحث في نقاط عدة، من بينها أزمة الكهرباء»، مشيراً الى أنه تم التوافق بين الجانبين في عدد من الملفات المختلفة التي تهم القطاع. يُشار الى البنك الإسلامي للتنمية رصد منذ سنوات عدة 32 مليون دولار لربط القطاع بشبكة الربط الكهربائي الإقليمي، إلا أن المشروع لم يتم تنفيذه حتى الآن لرفض السلطة الفلسطينية الموافقة على المشروع بسبب المناكفات السياسية في أعقاب سيطرة «حماس» على القطاع في العام 2007. وقال الناطق باسم حكومة «حماس» طاهر النونو أمس، إن «هناك مؤشرات ايجابية لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة خلال أيام». وأضاف أنه «توجد مؤشرات ايجابية وتقدم في سبيل حل ملف الكهرباء في باكورة لقاءات رئيس الوزراء اسماعيل هنية في القاهرة» التي وصلها مساء أول من أمس.