سجلت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان، في اجتماعها الدوري امس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، «باستياء شديد، ردَّ الفعل الذي أبداه الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله على المواقف التي أُعلنت في مهرجان الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وخصوصاً موقفه من الكلام الذي صدر عن الرئيس (السابق للحكومة) سعد الحريري، وأعلن فيه ان مصير لبنان نصنعه معاً بالاتفاق لا بالمجابهة، وبالحوار لا بالفتنة، في ظل التزامنا جميعاً بمشروع الدولة العادلة والقادرة والديموقراطية التي تعمل على تعزيز السلم الأهلي والتي لها الحق الحصري في اقتناء السلاح واستعماله، وأيضاً عن استعداده للحؤول دون وقوع أي فتنة بين المسلمين». ورأت الكتلة في بيان صدر في نهاية الاجتماع، «أن السلبية التي اتسمت بها مواقف نصر الله ترافقت مع مظاهر الاستخفاف بالآخرين في الوطن، ما يفاقم حال الأسوار المرفوعة بين اللبنانيين، والتي دأب حزب الله على إقامتها للمحافظة على سيطرته الطائفية والسياسية والحزبية». وتوقفت الكتلة «أمام استمرار حال الشلل الحكومي والارتباك الرسمي نتيجة تعنت بعض الأطراف والوزراء وتفاقم الإخلال بالمؤسسات والقوانين وسياسة التملص من مواجهة الواقع بالهروب إلى الأمام ، ولو على حساب القانون، ما ينعكس بالضرر على المواطنين الذين يعانون الأمرّين». وطالبت ب «الانكباب على انجاز التحقيق الشفاف وبأسرع وقت ممكن، في فضيحة المازوت الأحمر، بدلاً من تكبير الشعارات بغية تضييع الهدف وإخفاء الجواب الذي ينتظره اللبنانيون»، وسألت عن «المسؤول عن حرمان الناس مادة المازوت المدعوم خلال الأيام الماضية، فيما أرباح غير شرعية ذهبت إلى جيوب بعض المنتفعين»، وأكدت ان «التوسع في التحقيق بمفعول رجعي إلى السنوات الماضية أمر مطلوب، لكن الأولوية يجب أن تكون بداية لكشف المسؤول عن الفضيحة الحالية»، ونبهت «الى محاولات صرف المسؤولية عن المسؤولين الفعليين لإلباسها موظفين كلُّ مسؤوليتهم أنهم نفّذوا بالحرف أوامر رؤسائهم». واستنكرت الكتلة «أشد الاستنكار استمرار المجازر والجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري في أكثر من مدينة ومنطقة في سورية، وخصوصاً استمرار الحرب الإجرامية ضد المدنيين في حمص، التي تُدَكّ منازلها وتهدم أبنيتها ويقتل سكانها بالأسلحة الثقيلة، في الوقت الذي يعبر فيه النظام عن رغبته بالإصلاح بطريقة فولكلورية مأسوية، اذ يطرح دستوراً للاستفتاء على حساب آلاف الشهداء من الشعب السوري». وثمنت الكتلة في الوقت نفسه «المواقف اللبنانية التضامنية مع الشعب السوري في كل المناطق والتي كان آخرها البيان الصادر في اليومين الماضيين والموقّع من مواطنين جنوبيين، ما يدل على اتّساع رقعة التعاطف والتآزر»، مطالِبة الحكومة اللبنانية «بإغاثة اللاجئين من إخواننا النازحين السوريين». ودعت اللبنانيين «إلى مساعدة إخوانهم السوريين المنكوبين وفتح بيوتهم وقلوبهم لمساعدتهم، لا سيما أنهم سبق وأن وقفوا إلى جانب الشعب اللبناني في المحن الكثيرة التي مر بها في أكثر من مرحلة ماضية، وكان آخرها العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006». وثمنت الكتلة «الدور القضائي العادل والنزيه والشفاف الذي قام به مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار، مع اقتراب نهاية ولايته لأسباب صحية».