الحادثة الأخيرة للفتيات الثلاث ضحايا عنف والدهن الذي لا أشك كثيراً بأنه استمتع ايما استمتاع بتصريح الدكتور علي الحناكي الأخير الذي طمأنه بأن الفتيات الثلاث عائدات له إن عاجلاً او آجلاً لأنه ببساطة والدهن! التصريح الثاني والذي لا يقل غرابة عن التصريح الأول والمرتبط به هو ان التحريات وجمع المعلومات ما زالا ساريين على قدم وساق «نظراً لأن» الضحايا الثلاث لم يتعرضن فعلياً للانتهاك، و«نظراً لأن» التعرية الاجبارية لا يمكن اثباتها بتقرير طبي! ذكرني ما سبق برئيس لجنة التبليغ عن العنف في احد المستشفيات والذي قمت بابلاغه شخصياً بوجود حالة تستدعي درسها ومتابعتها حرصاً على روح والدة المعنف، فأفاد بانه لا يستقبل أي بلاغ سوى بتقرير طبي، ويجب ان يكون الطبيب هو من اكتشف الحالة! هذا الأمر يستوقفني بشدة، فالطبيب احياناً كثيرة لا يستمع الى الزوجات والأمهات والفتيات، وجل تركيزه على العنف الجسدي الواضح فقط، على رغم ان العنف كما هو مثبت في كل العالم لا يقصد به فقط العنف الجسدي، والمعنف احياناً يكون ذكياً للغاية، بحيث يصل الى ما يريده من دون ترك أي آثار واضحة، هذا اذا اضفنا له عدم وجود آلية متبعة واضحة المعالم تخول كل من يعلم عن وجود حالات خطرة (تهدد ارواح اصحابها ووجود انتهاكات مستترة لا يكون عليها دليل) او تلزمه بالابلاغ ايضاً، فالعمل مع حالات الاشتباه والدقة في جمع البيانات حتى ولو كان مراهقاً أجدى واكثر نفعاً من تكذيب أي بلاغ، واعتباره كيدياً لوجود صورة نمطية عند المتلقي، منها ان النساء يتعاطفن مع النساء! وان المبلغة مستفيدة من بقاء المعنف بعيداً في هذا التوقيت! وان الأم لها مصلحة شخصية بالادعاء على المعنف، كي تكسب الحضانة مثلاً او تحصل على الطلاق! الرجاء من المسؤولين الأفاضل توضيح معنى العنف وآلية التبليغ، والجدوى التي ستعود على المعنف الضحية من بلاغه، هل توجد حلول للمشكلة أم لا؟ وهل الاجتماعات التي تهدف الى إزالة الخلافات وتهدئة النفوس مجدية أم لا؟ بالأمس قتلت فتاتان بدم بارد عند بوابة الرعاية الاجتماعية على يد أخيهما وأمام عين والدهما! والبديهي انه كان يجب أن نتوقع ذلك، ويجب أن نضعه دائماً في الحسبان، فما أسهل كتابة التعهد وما أسهل الحلف بُحسن الرعاية! من المسؤول عن هذا الخطأ؟ وكيف ستتم محاسبته؟ وما هي الاجراءات التي في نيتنا كمجتمع وضعها للحيلولة دون تكرارها؟ دم الفتاتين من يتحمله؟ وهل كان صعباً استبقاؤهما في رعاية مؤسسات الدولة حماية لهما من اخ متهور وعائلة من المتوقع منها عدم تقبلهما مرة اخرى؟ لا اريد الخوض في التهمة التي كانت السبب، سأتركها بعد استيفاء المعلومات التي قد لا تتوافر! ونظراً لأن الوالد اطمأن على الآخر، الآن ارجو من الدكتور الحناكي ان يعمل على طمأنة الضحايا بأنهن في أيد امينة وانه لن يجري تسليمهن له الآن، حتى لا نسمع انهن قتلن ايضاً على بوابة احدى الدور! [email protected]