يخطو المنتخب السعودي مساء اليوم خطوة مهمة في مشواره في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، عندما يستضيف نظيره الإماراتي في الجولة السابعة من منافسات المجموعة الثانية، ويدخل «الأخضر» المباراة بمعنويات مرتفعة جداً وطموحات تعانق السماء بعد أن حقق انتصاراً عريضاً في الجولة السابقة عندما أسقط المنتخب الإيراني في عقر داره، وهو الفوز الذي أعاد السعودية إلى حسابات الصدارة مجدداً، ما يجعل المدرب البرتغالي خوسية بيسيرو يكون في غاية الحرص للإبقاء على معنويات اللاعبين لمواصلة العطاء نفسها والروح القتالية ذاتها في مباراة إيران. ومتى ما تحقق ذلك فلن تكون المهمة السعودية صعبة في التقاط ثلاث نقاط جديدة ترفع رصيده إلى 10 نقاط، وتجعله على مشارف الإعلان التأهل الرسمي إلى مونديال كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي. أهمية نتيجة المباراة للمنتخب السعودي تحتم على مدربه رفع الحيطة والحذر إلى أعلى الدرجات، كون أية مفاجأة قد يحدثها الضيوف في الدقائق الأولى كفيلة في بعثرت الأوراق الخضراء، لذا من المنتظر أن يطالب بيسيرو لاعبيه بالهدوء وعدم الاستعجال في الوصول إلى مرمى الخصم، وتطبيق التكتيك ذاته الذي لعب به مباراة إيران من حيث سرعة نقل الهجمة والضغط على حامل الكرة ما يفقد الخصم حرية التحكم أو الاستفادة من المساحة، ووضح الاعتماد الكبير على فرض الهيمنة على منطقة المناورة وتضييق المساحات أمام الفريق المقابل، ويشكل محمد نور وأحمد عطيف العلامة الفارقة في خط الوسط، إذ يتحرك هذا الثنائي بحيوية عالية جداً وقتالية منقطعة النظير ما يزيد من قوة الهجمة ويعزز صلابة الدفاع، كما أن نايف هزازي صاحب مجهود يذكر في مثل هذه المواجهات وقدّم نفسه خلال التصفيات بأفضل صورة، ما جعله العنصر الأساسي في الخريطة الخضراء، وباتت الحماسة والقتالية هي السلاح الأبرز في المخططات السعودية لتجاوز ما تبقى من مباريات، ولم تتأثر خطوطه على الإطلاق بالغيابات الكثيرة لأهم العناصر، إذ يغيب مالك معاذ وسعد الحارثي وسعود كريري وخالد عزيز وماجد المرشدي بسبب الإصابة وكذلك ياسر القحطاني. «الأخضر» خاض على أرضه وبين جماهيره مباراتين وخرج بنقطة يتيمة، فيما حقق ست نقاط خارج قواعده، ويعول الجاهزان الإداري والفني كثيراً على الجماهير للوقوف خلف فريقها لمواصلة المشوار بالقوة والثبات نفسهما، خصوصاً أن الفرق تحصد أكثر النقاط على أراضيها وتنشد نقطة التعادل في أرض الخصم، وفي الظروف كافة يظل المنتخب السعودي الأكثر ترشيحاً إلى وضع يده على كامل نقاط مباراة اليوم متى ما ابتعد أفراده عن الثقة الزائدة ولعبوا بالروح نفسها والحماسة ذاتها التي قدموها في المباراة السابقة. وفي المقابل لن يكون المنتخب الإماراتي صيداً سهلاً لأصحاب الضيافة، فالفريق الأبيض تجرّع مرارة الخسائر كثيراً ولم يخرج طوال المنافسات السابقة سوى بنقطة وحيدة جعلته في ذيل الترتيب وذهبت أحلامه في المونديال إلى حسابات المستحيل، وعلى رغم ذلك لن يسلم مدربه الفرنسي دومينيك نتيجة المباراة بسهولة وسيقاتل ولاعبيه من أجل تحقيق الانتصار الأول وحفظ ماء الوجه أمام الجماهير الإماراتية الغاضبة، ومن المتوقع أن يلجأ المدرب الفرنسي إلى تأمين خطوطه الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين الاعتماد على الكرات المرتدة التي يجيد تنفيذها إسماعيل مطر ورفاقه، ولعل أبزر ما يعانيه الفرنسي دومينيك تواضع أداء الخطوط الخلفية إلى جانب تراجع مستوى حراسة المرمى، إذ اهتزت الشباك البيضاء 11 مرة، في مقابل تسجيل 4 أهداف فقط. المواجهة لن تخلو من الإثارة والندية على الإطلاق في ظل رغبة «الأخضر» في حصد النقاط، وتطلعات الإمارات إلى الثأر من خسارة الدور الأول التي انتهت سعودية بهدفين في مقابل هدف.