كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلن أسد الله وفاء، مستشار الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وعضو مجلس المصالحة الوطنية التي تشكلت لمحاورة حركة «طالبان»، أن الجهود التي تبذلها كابول لضم الحركة إلى محادثات سلام «متعثرة، وتحتاج إلى خطوات جريئة لضمان احتمال كسب مجلس المصالحة ثقة المتمردين». وأبدى أسد الله وفاء قلقه من أن الأفغان الذين واجهوا صراعاً تلو الآخر «فقدوا الأمل بإمكان التوصل إلى سلام عبر عملية أحيطت حتى الآن بسرية وآراء متضاربة في شأن احتمال نجاحها»، مشككاً في فاعلية المجلس الذي يضم 70 عضواً ويفترض أن يمثل كل التحالفات العرقية والسياسية، «لأن تشكيلته الواسعة تصعّب مهمة الحكومة في التواصل مع الجماعات المتشددة». وزاد: «وعد الرئيس كارزاي بإجراء إصلاح لمجلس السلام. لا أخشى التحدث بصراحة، ولكن ثمار عملية المصالحة ليست كثيرة، ولا بد من مراجعتها من خلال إشراك الأشخاص الحقيقيين في المجلس ، علماً أن ضمه أفراداً حاربتهم الحركة في الماضي أو بعض فلول الشيوعيين يجعلها غير مهتمة بالمحادثات». واعتبر وفاء أن إعادة تنظيم المجلس قد يساعد في بدء المحادثات في قطر، حيث أنشأت طالبان مطلع السنة الحالية مكتباً للتواصل مع الولاياتالمتحدة أو أطرافاً آخرين. واتهم وفاء باكستان التي تعتبر طرفاً مهماً لإنهاء الحرب، بالاضطلاع بدور مزدوج «عبر التعهد بالعمل لتحقيق السلام، في وقت تستغل طالبان وجماعات أخرى كوكلاء لتعزيز مصالحها في أفغانستان». وزاد: «تقول باكستان شيئاً وتفعل شيئاً آخر. لا شك في أن قادة طالبان وزعيمها الملا عمر موجودون في كويتا، وهم يجندون الناس ويمولونهم لإثارة عدم الاستقرار في أراضينا». وفي تصريح لقناة «أي بي سي» التلفزيونية، حذر السناتور الجمهوري جون ماكين من تفاوض الولاياتالمتحدة مع «طالبان» من «موقف ضعيف» بسبب الانسحاب المقرر لقواتها من أفغانستان في 2014. وقال السناتور النافذ في مجال الشؤون الخارجية والمرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية عام 2008: «من المهم إجراء مفاوضات، لكن يجب أن نتذكر ضرورة وجود نتائج في ساحة المعركة يمكن أن تشجع على تحقيق نتيجة إيجابية». وأضاف: «نشعر بأننا على وشك الرحيل من أفغانستان، ما يمثل بالتأكيد نقطة سيئة في التوصل إلى نتيجة إيجابية لهذه المحادثات». كما أكد أهمية عقد اتفاق استراتيجي مع أفغانستان على وجود أميركي طويل المدى في أراضيها»، علماً أنه كان اعترض على الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في نهاية 2014. ميدانياً، أعلن الحلف الأطلسي (الناتو) مقتل 3 من جنوده في عملية أمنية غرب أفغانستان، ما رفع إلى 42 عدد الجنود الأجانب القتلى في حوادث مختلفة في هذا البلد منذ مطلع السنة. وسقط شرطي أفغاني وجرح 5 أشخاص في انفجار سيارة مفخخة قرب مركز للشرطة في مدينة قندهار (جنوب). وفي باكستان، لبى 20 ألف شخص على الأقل نداء وجهته مجموعة من أربعين حزباً وجمعية إسلامية، للاحتجاج على غارات أميركية تستهدف مقاتلي «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في منطقة القبائل (شمال غرب). وردد هؤلاء قرب حي الوزارات الديبلوماسي في إسلام آباد «الموت لأميركا»، داعين إلى «الجهاد» ضدها. كما رفضوا إعادة فتح الطرق التي تسلكها قوافل إمدادات قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان. وكانت طائرات أميركية تابعة للحلف قصفت من طريق الخطأ مركزاً عسكرياً باكستانياً قرب الحدود في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما أسفر عن سقوط 24 جندياً باكستانياً، ودفع باكستان، إلى اغلاق الحدود أمام القوافل اللوجستية للحلف.