كابول، واشنطن، شيترال (باكستان) - أ ف ب، رويترز - جدد الرئيس الافغاني حميد كارزاي دعوته زعيم «طالبان» الملا محمد عمر الى إلقاء السلاح والانضمام الى محادثات السلام. كما دعا كارزاي قوات التحالف الى التخلي عن القتال في القرى الافغانية والتركيز على معاقل المتشددين على الحدود مع باكستان. يأتي ذلك في وقت بلغ الغضب من الولاياتالمتحدة ذروته في أنحاء أفغانستان حيث تظاهر الآلاف احتجاجاً على خطط قس أميركي إحراق القرآن في ذكرى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وتزامن ذلك مع اتهام وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) 12 جندياً أميركياً بارتكاب جرائم في افغانستان، تراوح بين قتل مدنيين والاحتفاظ بأجزاء آدمية كتذكارات للحرب. واعترفت الوزارة بان الكشف عن هذه الجرائم «الخطرة» التي وقعت في قندهار اوائل هذا العام «اضر بصورة أميركا في العالم». وفي اطار دعوته الملا عمر الى الحوار، اعرب كارزاي عن أمله في ان يتخلى زعيم «طالبان» عن «القتال بين الاخوة والتفجيرات» وان يتوقف عن «التسبب في سقوط ضحايا من اطفال ونساء ورجال» في افغانستان. وكان كارزاي يتحدث في القصر الرئاسي في تجمع تقليدي للوزراء والمسؤولين عقب صلاة عيد الفطر. واعتبرت دعوته احدى اهم المبادرات الهادفة الى فتح حوار مع قيادة «طالبان»، بعدما اقر «جيرغا السلام»، وهو مجلس قبلي عقد في كابول في حزيران (يونيو) الماضي، اطلاق محادثات سلام مع المسلحين المناهضين للحكومة. وأرفق كارزاي مناشدته لزعيم «طالبان»، بدعوة الى القوات المتعددة الجنسيات في التحالف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي، لتحويل تركيزها الى معاقل المسلحين على الجانب الباكستاني من الحدود. وقال: «على قوات الاطلسي ان تعلم ان الحرب على الارهاب ليست في قرى افغانستان». في باكستان، اعلنت الشرطة ان المسلحين المتشددين قطعوا رؤوس ثلاثة من أعضاء لجنة محلية للسلام في شمال غربي البلاد، وتوعدوا كل من يتعاون مع الحكومة بالمصير نفسه. وأوضحت الشرطة ان المسلحين المنتمين الى حركة «طالبان باكستان» والذين خطفوا عشرة اعضاء في اللجنة التي شكلت للتفاوض بين المتشددين والسلطات، تركوا جثث ثلاثة منهم مقطوعة الرؤوس ليل الخميس - الجمعة قرب الحدود الافغانية. وقال عبد القيوم المسؤول في الشرطة المحلية: «عثرنا على الجثث التي قطعت رؤوسها قرب الحدود، مع رسالة تهدد اي شخص يتعاون مع الجيش والشرطة بقتله بالطريقة نفسها». وأضاف ان «حركة طالبان باكستان حررت الرسالة التي كتبت بلغة البشتو» المحلية، موضحاً انه لا يملك اي معلومات محددة عن مصير سبعة اعضاء آخرين في لجنة السلام ما زالوا محتجزين لدى المتشددين.