«استمتعوا بالملعب، لنشعر على الأقل بأن أحداً استفاد من تلك الملايين التي أنفقت عليه»، بهذه العبارة ودعنا سائق تاكسي الذي أقلّنا إلى أحد ملاعب مباريات مونديال البرازيل، خصوصاً أنه كان قبلها أسهب في الحديث عن كل ما أنفق على الملاعب دون انتظار عوائد مستقبلية منه تعقب نهاية المونديال. ملعب ماني جارينشا الوطني يقع في العاصمة برازيليا، احتضن سبع مباريات في المونديال، وبني وفقاً لأحدث التقنيات الهندسية حتى بات تحفة معمارية، إذ ينتج الطاقة بأسلوب إعادة التدوير، دون أي انبعاثات كربونية، تلك الإبداعات الهندسية لا تأتي مجانية بالطبع، فهذا الملعب الذي يتسع لقرابة 70 ألف متفرج كلّف الحكومة البرازيلية أكثر من 600 مليون دولار، ما يطرح السؤال من يا ترى سيستفيد من هذا الملعب؟ أربعة أندية تلعب في العاصمة البرازيلية، أبرزها هو النادي الذي يحمل اسم المدينة ويلعب في الدرجة الرابعة، وفي أكبر مبارياته على ملعبه الخاص الذي يتسع ل72 ألف متفرج، شغل الجماهير 40 ألف مقعد فقط، على رغم أن قيمة التذكرة حينها لم تتجاوز النصف دولار. مثل تلك المعطيات تقلق البرازيليين كافة، خصوصاً وأن بلادهم بنت 12 ملعباً للمونديال، فيما تنص أنظمة «فيفا» على حق الدول المستضيفة للمونديال في إنشاء ثمانية ملاعب كحد أدنى، وهو ما كان البرازيليون يطالبون به، إذ يرون أن بناء عدد ضخم من الملاعب لن يعود على بلادهم بالفائدة، فباستثناء ملاعب مثل كورنثيناز أو ماركانا في ساوباولو وريو دي جانيرو التي تنافس أنديتها في دوري الدرجة الأولى لا يمكن التنبؤ بمستقبل بقية الملاعب، على رغم أن المسؤولين في مدينة برازيليا أكدوا نيتهم تحويل ملعب العاصمة إلى مسرح لاستضافة الفعاليات الفنية والمهرجانات.