قررت الجدة رورة اصطحاب أحفادها لأداء العمرة قبل انتهاء الشهر الفضيل، فرح الأطفال كثيراً وبدأ كلٌ منهم بتجهيز حقيبته، كانت الرحلة بالسيارة متعبة جداً وقبيل بلوغهم للميقات اقترب أذان الفجر فأكلوا وجبة السحور على عجل. قالت الجدة رورة: أحفادي الأعزاء إن شعر أحدكم بالتعب لا بأس أن يفطر، وسيعوض هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان إن شاء الله، بدأت العائلة بأداء مناسك العمرة مع شروق الشمس، كان الجو جميلاً والمعتمرون جاءوا من شتى بقاع الأرض، وأثناء طواف عزيز حول الكعبة شعر بقليل من التعب، لكنه أكمل طوافه مع بقيه إخوته. انتهى الجميع من الطواف وذهبوا لجبل الصفا، لاحظت سوسن التعب على عزيز فسألته، ماذا بك! رد عزيز: أشعر بالإرهاق، قالت سوسن: حسناً لِمَ لا تشرب القليل من الماء. رد عزيز بغضب: لا لا أريد أن أفسد صومي، ابتعدت سوسن عنه وأكملت السعي. وفي منتصف الشوط الثاني جلس عزيز على الأرض، اقترب فهد والجدة رورة منه وقال فهد: لا تكن عنيداً يا عزيز إننا على سفر وأنت متعب، فلا بأس أن تُفطر اليوم، قال عزيز: لكن لا أحد منكم أفطر حتى دانة التي تصوم للمرة الأولى. قالت الجدة رورة ولكن يا عزيز كون الجميع لم يفطر ليس له علاقة بك، وبالمناسبة أنا شربت القليل من الماء قبل أن أبدأ بالسعي، قال عزيز حسناً يا جدتي سأفطر معك اليوم ونصوم معاً بعد رمضان. ً