طالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على اسرائيل من أجل إطلاق القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» الأسير الشيخ خضر عدنان فوراً، في وقت لمحت فصائل المقاومة الى احتمال خطف جنود اسرائيليين لمبادلته. ودعا مدير «مركز الميزان لحقوق الانسان» عصام يونس، ومدير «مؤسسة الضمير لحقوق الانسان» خليل أبو شمالة، ونائب مدير «المركز الفلسطيني لحقوق الانسان» جبر وشاح الى «تدويل» قضية عدنان الذي واصل أمس اضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 65 على التوالي احتجاجاً على اعتقاله ادارياً. وقالوا إن حياة عدنان «تُقاس بالدقائق والساعات وليس بالأيام، وعائلته وشعبه يريدانه حياً معززاً وليس شهيداً» نظراً لخطورة وضعه الصحي، اذ يرقد منذ أيام في مستشفى «زيف» الاسرائيلي في مدينة صفد في الجليل الأعلى. وأضافوا أن عدنان «يخوض معركة الأمعاء الخاوية نيابة عن الأسرى والشعب الفلسيني كله». ووصفوا الاعتقال الاداري من دون أي محاكمة بأنه «اعتقال سياسي وجريمة حرب». ودعوا المجتمع الدولي الى «القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه السكان الفلسطينيين المدنيين، اذ لم يعد مقبولاً الصمت تجاه ما يُرتكب من جرائم في حق الأسرى والشعب الفلسطيني». وطالبوا الشعب الفلسطيني ب «إسناد عدنان والتضامن معه». واعتبروا أن إسرائيل «تفقد مشروعيتها من خلال استمرار عدنان في إضرابه، إلا أنها تشعر بأنها محصنة (من الولاياتالمتحدة) من خلال توفير الغطاء السياسي والقانوني لها». وأكدت عائلة عدنان أن معنوياته قوية وهمته عالية على رغم التدهور الحاد في وضعه الصحي، مشيرين إلى أن عزيمته وإرادته ضخت فيهم مزيداً من الصمود والإباء. والدته تزوره وقالت والدة عدنان التي زارته أول من أمس للمرة الأولى منذ اعتقاله وإضرابه في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إنها شعرت بالسعادة عندما وجدت عدنان «بهذه المعنويات العالية»، لافتة إلى أنها لم تكترث كثيراً للحالة الصحية التي وصل إليها. وأضافت في تصريحات وزعها المكتب الاعلامي ل «الجهاد» أمس: «وجدنا الشيخ كما عودنا دائماً صامداً وشامخ الإرادة، لقد شحننا معنوياً كما العادة بإيمانه العميق ورسالته النبيلة، حتى أنه أخذ يُصبرنا على حاله، وطلب منا ألا ننحني أمام أي عروض أو صفقات لتخليصه، فما يقوم به واجب شرعي ووطني». بدورها، نوهت زوجته رندة إلى أن «الشيخ نبهنا مراراً خلال الزيارة التي لم تتجاوز 45 دقيقة، بأن لا نجعل الاحتلال يبيض صفحته بزياراتنا له». وقالت إن زوجها كان «يلقي النكّات كثيراً عليهم خلال الزيارة كي يؤكد لوالدته ووالده بأنه بخير وألا يقلقا على وضعه الذي وصل إليه». وأضافت أن «الشيخ متعلقٌ كثيراً بوالديه، وسعى جاهداً أثناء لقائهما به أن يخفف من ولعهما وقلقهما على حالته عندما رأوا التغيرات التي بدت ظاهرة بصورة واضحة على جسده». وأوضحت أن كان يردد أثناء الزيارة آيات قرأنية، مشيرة الى أن الزيارة التي رافقها خلالها ابنتاه ووالداه وشقيقته وشقيقه ونجل شقيقه «لم تخل من مضايقات الاحتلال وتنغيصه». الى ذلك، قالت فصائل فلسطينية إن كل الطرق مشروع أمام المقاومة لإيجاد الطريقة الأنسب «لتحرير الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال الصهيوني، خصوصاً الشيخ خضر عدنان». وشددت الفصائل على أن عدم اطلاق عدنان «سيدفع المقاومة لإيجاد طريق للإفراج عن قادتها من السجون الصهيونية». وقال القيادي في «الجهاد» الشيخ خضر حبيب إن اضراب عدنان «يُعري سياسة الاحتلال الصهيوني ويضعها في قفص الاتهام». وأضاف خلال كلمة أمام أمام أهالي الأسرى والمتضامنين في خيمة التضامن مع عدنان في مقر الصليب الأحمر في غزة أمس أن عدنان «رسم لنا صورة غاية في البهاء والنقاء في العالم، وعلينا نحن أن نقف متضامنين معه حتى اطلاقه». واعتبر القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان في كلمته أن كل الطرق مشروع أمام المقاومة لإطلاق الأسرى البواسل» من سجون الاحتلال. وحذر الاحتلال الإسرائيلي من «التملص من صفقة وفاء الأحرار التي أبرمت مع المقاومة والاحتلال برعاية مصرية»، مطالباً الجانب المصري ب «التدخل العاجل للضغط على الاحتلال باحترام شروط الصفقة». ووجه ناطق باسم متضامنين أردنيين وصلوا الى غزة أخيراً التحية للأسرى، وطالب الأردن بالتدخل لإطلاقهم ونحو 20 أسيراً أردنياً في سجون الاحتلال.