حملت حركة «الجهاد الإسلامي» في بيان السلطة الفلسطينية وأجهزتها المسؤولية الكاملة عن «العربدة والاعتداءات البلطجية في حق قياداتنا وكوادرنا التي تأتي في إطار الفلتان (الأمني) المنظم في الضفة الغربية». وجاء البيان رداً على إقدام ملثمين صباح أمس على الاعتداء على القيادي البارز في «الجهاد» الشيخ خضر عدنان «تحت غطاء من عناصر مسلحة تابعة لأجهزة أمن السلطة في مكان عمله ببلدة قباطيا جنوب جنين»، في اعتداء هو الثاني في أقل من 24 ساعة عليه. ودعت الحركة الى «حماية المقاومين والدفاع عنهم بدلاً من العمل على زجهم في السجون من أجل حماية أمن المستوطنين وجنود العدو» الإسرائيلي. وحذرت السلطة من «الاستمرار في النهج القمعي إرضاءً للاحتلال والأميركان، وعليها أن تدرك أن هذا النهج لن يشفع لها ولن يحميها، وأن الشعوب لن تُحكم بالحديد والنار، وما من سلطة قمعية عمرت طويلاً»، في دعوة الى أخذ العبر من «ثورة الياسمين» التونسية. كما دعت الحركة الفصائل والقوى السياسية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى «اتخاذ موقف حاسم إزاء ما يجري في حق أهلنا في الضفة من قمع وعربدة وبلطجة، مستهجنة التعتيم الإعلامي الذي يمارسه بعض وسائل الإعلام تماهياً مع سياسات السلطة». وناشدت القنوات الفضائية ووكالات الأنباء «التي تدعي الاستقلالية والحياد، إلى تحكيم الضمير ونقل الصورة الحقيقية بدلاً من التعتيم عليها». الى ذلك، نظمت مؤسسة الأسرى والشهداء «مهجة القدس» التابعة للحركة «اعتصاماً تضامنياً» ظهر أمس مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في حديقة الجندي المجهول غرب مدينة غزة بحضور قادة الحركة ووزير الأسرى في الحكومة المقالة محمد فرج الغول، وعدد غفير من أهالي الأسرى والمحررين. وجاء الاعتصام تزامناً مع إضراب مئات الأسرى في سجنيْن إسرائيليين أمس وأول من أمس، ورداً على تصريحات نقلت عن وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري التي اعتبرت فيها أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت «جريمة الحرب»، في حين لم تتطرق إلى معاناة نحو ثمانية آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. وقال القيادي في الحركة الشيخ نافذ عزام أثناء الاعتصام إن أليو ماري كغيرها من المسؤولين الأوروبيين «تنظر بعين واحدة، فهي تتغاضى عن آلاف الأسرى الذين اعتقلوا واختطفوا من بيوتهم وأمام عيون ذويهم وتغض الطرف عن جرائم الاحتلال الصهيوني». واعتبر أنه «كان من الأجدر بنا في غزة ألا نستقبل هذه المجرمة أو يُرحب بها». وجدد التأكيد أن «المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأسرى وتبيض السجون، وسنواصل جهادنا ومقاومتنا حتى نحصل على كل حقوقنا بإذن الله». وفي الشأن الداخلي، أبدى عزام استغرابه «مما تقوم به أجهزة أمن السلطة من اعتداء وضرب مبرح لرمز المقاومة وإهانته وإهانة المقاومة». وتساءل: «لماذا تُعتقل المقاومة ويُلاحق رمزها في الضفة الشيخ خضر عدنان». واعتبر أن «المستفيد الوحيد من هذه الملاحقات والاعتداء هو الاحتلال الصهيوني، وهو المستفيد من استمرار الانقسام وتشتت الجهد الفلسطيني». بدوره، عبر الغول عن تذمره من تصريحات أليو ماري، وقال: «كنت أتوقع من هذه الوزيرة عندما تأتي إلى غزة أن تزور عوائل 7 آلاف أسير في سجون الاحتلال»، مضيفاً أن «زيارتها بيت شاليت دليل واضح على تضامنها ووقوفها مع الاحتلال الصهيوني». وأضاف: «بدلاً من الضغط عليهم للإفراج عن الأسرى تتهم عمل المقاومة بجريمة حرب».